تاريخ اليورو(4) ألمانيا تحصد أول ألقابها القارية..وسقوط مدوٍ للكبار

28 مايو 2016
ألمانيا انتصرت في النهائي بنتيجة 3-0 (العربي الجديد)
+ الخط -
تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران القادم وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة، يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.

لا تغيير في نظام البطولة
وسنستعرض معكم، في حلقة هذا اليوم، ذكريات ما حدث في النسخة الرابعة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها بلجيكا في عام 1972، والتي لم تختلف كثيراً عن البطولة التي سبقتها من حيث نظام التصفيات، وذلك رغم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة ليصل إلى 32 دولة.

ولم يُحدث الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أي تغيير في نظام التصفيات، فقد تم تقسيم الدول المشاركة إلى 8 مجموعات مثلما حدث تماماً في تصفيات بطولة أمم أوروبا عام 1968، بواقع أربعة منتخبات في كل مجموعة، على أن يصعد المنتخب صاحب المركز الأول من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، الذي أقيم بنظام خروج المهزوم في مباراتي الذهاب والإياب، ومن ثم تتأهل بعد ذلك المنتخبات الأربعة المتبقية إلى نهائيات البطولة التي احتضنتها بلجيكا.

تصفيات شاقة للكبيرين
ولم تكن قرعة التصفيات رؤوفة بالمنتخبين السوفييتي والإسباني، أبطال أول نسختين من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، فقد أوقعتهما جنباً إلى جنب في المجموعة الرابعة التي ضمت أيضاً منتخبي: إيرلندا الشمالية، وقبرص، حيث اشتد الصراع بينهما حتى الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات.

ولم يجد المنتخبان أي صعوبة تُذكر في تجاوز عقبة منتخبي إيرلندا الشمالية وقبرص، في مرحلة الذهاب، ليتواجها معاً في موسكو، في مباراة نجح فيها المنتخب السوفييتي في تحقيق الفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف، ليُصبح المنتخب السوفييتي مُرشحاً بقوة للتأهل للدور ربع النهائي، قبل أن يسقط في مرحلة الإياب في فخ التعادل الإيجابي بنتيجة هدف لكل فريق أمام منتخب إيرلندا الشمالية في المباراة التي أقيمت في بلفاست.

وبات المنتخب الإسباني في ذلك الوقت المرشح الأوفر حظاً للانتقال للدور ربع النهائي من البطولة، ولا سيّما أنه كان بحاجة لثلاث نقاط فقط من المواجهة الأخيرة التي ستجمعه بنظيره منتخب إيرلندا الشمالية، حيث كان قد تعادل سلباً أمام نظيره السوفييتي، في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، قبل أن يكتسح منتخب قبرص مرة أخرى بنتيجة سبعة أهداف دون مقابل، لكن منتخب "لا فوريا روخا" فرّط بفرصة التأهل للدور ربع النهائي بعدما سقط في فخ التعادل الإيجابي أمام نظيره الإيرلندي، ليصعد بالتالي منتخب الاتحاد السوفييتي لربع نهائي البطولة.

خروج من الباب الضيق لـ"كرويف" ورفاقه..رغم غزارة الأهداف
خرج المنتخب الهولندي المدجج بالنجوم، من الباب الضيق للتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وذلك بعدما حلّ في المركز الثاني من المجموعة السابعة، والتي ضمت إلى جانبه كل من منتخبات: (يوغوسلافيا، وألمانيا الشرقية، ولوكسمبورغ).

ولم تشفع الأهداف الـ18 الغزيرة التي أحرزها لاعبو المنتخب الهولندي (رقم قياسي) في تلك التصفيات له في التأهل إلى الدور ربع النهائي، حيث جمع المنتخب الذي كان يقوده أسطورة كرة القدم الهولندية السابق، يوهان كرويف، سبع نقاط فقط في ست مباريات خاضها في التصفيات ليحل بالمركز الثاني خلف منتخب يوغوسلافيا، الذي صعد للدوري ربع النهائي بعدما احتل المركز الأول برصيد تسع نقاط.

سقوط مدوٍ للكبار
أسدل الستار على منافسات دور المجموعات من البطولة الأوروبية، لتصعد المنتخبات التي تربعت على عرش المجموعات الثماني (رومانيا - هنغاريا - إنجلترا - الاتحاد السوفييتي - بلجيكا - إيطاليا - ألمانيا الغربية) إلى الدور ربع النهائي، الذي لُعب بنظام خروج المهزوم.

وشهدت مباريات الدور ربع النهائي من التصفيات مفاجآت من العيار الثقيل، فقد ودّع المنتخب الإيطالي، حامل اللقب ووصيف بطل كأس العالم 1970، البطولة من الدور ربع النهائي، بعدما خسر أمام نظيره البلجيكي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في مجموع مباراتيّ الذهاب والعودة.

ولم يُودع المنتخب الإيطالي البطولة وحيداً، فقد أخذ معه وصيفه في النسخة السابقة، منتخب يوغسلافيا، الذي سقط أمام منتخب الاتحاد السوفييتي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل في موسكو، وذلك بعدما كان قد تعادل معه سلباً في مباراة الذهاب التي أقيمت في بلغراد، فيما أكمل المنتخب الإنجليزي مسلسل سقوط الكبار في الدور ربع النهائي بعدما خسر أمام منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، ليثأر الناسيونال مانشافت من منتخب الأسود الثلاثة، الذي كان قد حرمه من الظفر بكأس العالم لكرة القدم عام 1966.

مباراة فاصلة لإكمال أضلاع المربع الذهبي
واضطر منتخبا هنغاريا ورومانيا، لخوض مباراة فاصلة من أجل تحديد هوية المتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة أمم أوروبا، فقد احتكم المنتخبان لنتيجة التعادل بهدف لكل منتخب في المباراة الأولى التي أقيمت في العاصمة المجرية "بودابست" في حين آلت مباراة الإياب التي أقيمت في العاصمة الرومانية "بوخارست" لنتيجة التعادل الإيجابي بهدفين لكل منتخب، قبل أن يضطر المنتخبان لخوض مباراة فاصلة بعد 3 أيام فقط في بلغراد، لتفوز هنغاريا بنتيجة هدفين مقابل هدف، وتصعد للنهائيات بعد فوزها في مجموع المباريات بنتيجة 5-4.



نصف نهائي ناري
صعدت منتخبات: (ألمانيا الغربية، والاتحاد السوفييتي، وهنغاريا، وبلجيكا) إلى الدور نصف النهائي من تلك البطولة، ليقع الاختيار بعد ذلك على بلجيكا من أجل استضافة المربع الذهبي، الذي شهد في توقيت متزامن إقامة مباراتين من العيار الثقيل: جمعت الأولى بين المنتخبين البلجيكي والألماني، في حين جمعت الثانية بين منتخبي الاتحاد السوفييتي وهنغاريا.

وقاد مهاجم المنتخب الألماني في ذلك الوقت، غيرد مولر، منتخب بلاده للصعود للمباراة النهائية، وذلك بعدما أحرز هدفين في المباراة التي فاز فيها منتخب بلاده على حساب نظيره البلجيكي، صاحب الأرض والجمهور، بنتيجة هدفين مقابل هدف.

على الجانب الآخر، نجح منتخب الاتحاد السوفييتي في تحقيق انتصار صعب على حساب نظيره المنتخب المجري بعدما فاز عليه في المباراة التي أقيمت على ملعب كونستانت فاندن ستوك في العاصمة البلجيكية بروكسل، بهدف دون مقابل أحرزه اللاعب أناتولي كونكوف.

ألمانيا تحصد أول ألقابها القارية
في المباراة النهائية، أثبت المنتخب الألماني بما لا يدع مجالاً للشك أنه يستحق التتويج بلقب بطولة أمم أوروبا، وذلك بعد أن تغلب على منتخب الاتحاد السوفييتي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، في مباراة كان بطلها نجم فريق بايرن ميونخ وهداف المنتخب الألماني السابق، غيرد مولر، الذي أحرز في تلك المباراة هدفين، فيما تكفل زميله في المنتخب، هربرت فيمر، في تسجيل هدف منتخب بلاده الثالث، لتحصد ألمانيا بالتالي أول ألقابها القارية، قبل أن تظفر بعد ذلك بعامين تحت قيادة الثنائي فرانز بيكنباور وغيرد مولر بلقب بطولة كأس العالم 1974.

المساهمون