تأكيد المؤكد

13 مارس 2015
نضال شامخ / تونس
+ الخط -

قال الأميركي جاسون كوبولا، أحد صُناع الأفلام الوثاثقية، حين سأله أحدهم عن نظرته إلى تجنيد علماء الإناسة، أي الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع والنفس، في حروب أميركا في العراق وأفغانستان وحروبها السرية في أماكن أخرى:

"إن تجنيد هؤلاء العلماء يبدو أشدّ الأسلحة فتكاً ضد ثقافات الشعوب التي نحتل أراضيها. ونحن نرى كيف فعلت الأفاعيل ضد هنود بلادنا، سكان البلاد الأصليين. أنت بحاجة إلى معرفة شعب قبل أن تقرر ما يمكن استخدامه لإرباكه وتفتيته وقهره. لأن أقوى دفاع ضد الاحتلال هو شعب موحد ذو جذور ثقافية راسخة".

هذه كلمات تعيد التأكيد على المؤكد؛ إن قهر الروح، بتدمير رموزها، هو التجسيد الكامل لانتصار الهمجية على الحضارة، وهو محو كل ما يذكّر أفراد مجتمع أنهم جزء من كل كبير، محو الآثار والكتب ودور التعليم والمتاحف، وتقطيع سبل التواصل بين تجمعات شعب من الشعوب، وصولاً إلى محو الذاكرة الفردية والجمعية.

ويضيف كوبولا: "يمكن أن يعيد بلدٌ بناء نفسه بعد غزو، إلا أن من الصعب أن يُعاد بناء ثقافة بعد أن يتم غزوها".

المساهمون