يبدو أن الساحة الثقافية المصرية عادت إلى سجالات عرفتها منذ عقود بين مؤسسات الدولة والأزهر غير أن معظمها لم يفض إلى أي قرار، حتى أنها تبدو مثل وسائل لإلهاء الرأي العام لا غير. آخر هذه الأحداث صدام بين وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم وأمين عام "جبهة علماء الأزهر" يحيى إسماعيل.
انتقد إسماعيل تصريحات النمنم بتأييده لفكرة تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية، مؤكداً أن "علماء الإسلام أجمعوا على حرمة تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية أو الفنية لعصمتهم من الذنوب والخطايا".
وأشار إسماعيل لـ"العربي الجديد" إلى أن "الوزير الجديد يريد الخروج السريع إلى أضواء الشهرة"، مؤكداً أن "تصريحاته مرفوضة ولا يليق صدورها"، مطالباً إياه بـ "الاهتمام بقضايا وزارته المتشعبة والشائكة وقطاعاتها المختلفة".
كما اعتبر إسماعيل أن تلك التصريحات تدل على أن النمنم "مفلس فكرياً، وليس لديه عمل حقيقي في وزارته، ولا يجد شيئاً يفعله داخل وزارته ولا موضوعات تخدم الثقافة والمثقفين".
وأضاف أن "علماء الدين في مصر ثاروا على ما قامت به إيران من تجسيد شخصية النبي؛ لـ خطورة الأمر على المجتمعات الإسلامية"، مشدداً على أن "القرار الذي انتهت إليه مجامع البحوث الإسلامية ضد تجسيد الأنبياء وكبار الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة"، متسائلاً: "هل لا يكون الإبداع إلا بالاصطدام مع الدين، بتجسيد الأنبياء في أعمال قد يكون فيها الكثير من الأخطاء والمغالطات؟".
وكان النمنم صرّح بأنه "على استعداد كامل بأن يخوض معارك لإخراج أفلام دينية تجسّد الأنبياء، حال وجود شركات إنتاج قوية مصرية قادرة على إخراج تلك الأعمال بشكل لائق".
وقال النمنم إن "المعارك التي أقيمت حول عرض فيلم "نوح" كانت مفتعلة، لأن القائمين على العمل لم يطلبوا عرضه في القاعات المصرية"، مشيراً إلى أن فيلم "المسيح" تم عرضه في مصر "ولم يعترض الأزهر أو أي جهة رغم أنه نبي من أنبياء الله".
وأضاف النمنم أن "الأزهر لم يعترض أيضاً على مسلسل "عمر بن الخطاب" الذي جرى فيه تجسيد كل الصحابة، وفيلم "المهاجر" و"الرسالة" وغيرها من أفلام عُرضت ولم يعترض عليها الأزهر، مشيرًا إلى أن "الأزمة ليست في الأعمال بل فى ضرورة وجود شركات إنتاج مصرية قوية".
اقرأ أيضاً: عصفور - نبوي - النمنم: سياق ثقافي مصري