يصادف اليوم ذكرى رحيل الروائي الإنكليزي جورج أورويل (1903-1950)، وبهذه المناسبة قام الرسام جونثان بيرتون بتقديم كتاب من الرسومات المصوّرة حول "1984"، إحدى أهم وأشهر روايات القرن العشرين التي كتبها أورويل.
يعتبر رايت أحد أبرز رسّامي هذا النوع من الأعمال المصوّرة، وقد قدّم الكثير منها لدور عالمية مثل "بنغوين" و"فوليو سوسياتي" و"هاربر كولينز" و"بافتا" و"راندوم هاوس" وغيرها.
ومنذ العام 1947، درجت دار "فوليو سوسياتي" على استعادة الكلاسيكيات من خلال تقديمها في رسوم تمثيلية مصوّرة Illustration، والآن تقدّم رائعة أورويل ضمن هذه السلسلة، وهذه ليست المرة الأولى بالنسبة لأعمال الكاتب، فقد أصدرت الدار من قبل روايته "مزرعة الحيوان" برسم الفنان رالف ستيدمان.
من مفارقات "1984" بنسختها المصوّرة، أن كاتب مقدمتها هو رئيس تحرير صحيفة الـ "غارديان" السابق آلان روسبريدجر الذي فجّر قصة إدوارد سنودن ورفض تسليم البيانات التي حصل عليها منه، وفضل إتلاف الأقراص التي تضمّنت هذه البيانات على تسليمها.
يقارن روسبريدجر في مقدمته بين الأخ الكبير في رواية أورويل وبين الأخ الكبير الراهن، وبين نظام الرقابة في الرواية ونظام الرقابة والأمن القومي الذي يعيشه إنسان العصر الحالي، كما يقارن بين سنودن وونستون شخصية الرواية.
المقارنة ليست جديدة طبعاً، فقد بدأ تداولها لحظة انتشار قصة تسريبات سنودن، وقسّمت الناس حول هذا الرأي إلى معسكرين، منهم من يرى أن سنودن أورويلي بامتياز، ومنهم من اعتبر من المعيب أن يشبّه جهد "ليبراليين ديمقراطيين" في حماية بلادهم وأمن بلادهم، بكتاب يتناول نظاماً شمولياً.
على طرافة ردود الفعل هذه، يبقى أن هناك أمراً أساسياً في كتاب أورويل لا يمكن إنكار لازمانيته وانطباقه الكبير إن لم يكن بحذافيره، على واقعنا اليوم، وهو اللحظة التي يصبح التطوّر التكنولوجي فيها نظاماً يدخل كل بيت ويراقب من فيه، وهو ما حققته وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة أو بأخرى.
يذكر أن تاريخ الفن والأدب حافل بالرسامين الذين قدّموا روايات وأشعاراً في رسومات ونشروها في كتب، ومن هذه الكلاسيكيات المصوّرة: "أغاني البراءة" لويليام بليك التي رسمها موريس سينديك، حتى أن ويليام بليك نفسه قدّم في رسومات له كتاب "الفردوس المفقود" لـ ميلتون، ورسم بيكاسو مجموعة من أعمال الكوميديا الإغريقية، بينما رسم ماتيس "يوليسيس" جويس، أما دالي فرسم "دون كيخوته" لـ ثريانتيس و"الكوميديا الإلهية" لدانتي و"روميو وجولييت" لـ شكسبير.