بيع "الابتسامات" لاقتناص الرزق في غزة البائسة

13 نوفمبر 2014
الغزيون يحاولون كسر الحصار بأنشطة تجارية بسيطة(أرشيف/Getty)
+ الخط -
وسط واقع مرير يعيشه قرابة مليوني شخص في قطاع غزة، بفعل الحصار وعدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير على القطاع، فضل شاب في العشرينيات من عمره أن يكسر هذا البؤس بنوع مختلف من التجارة وهي "بيع الابتسامات"، في محاولة لاقتناص الرزق وبعث السعادة في نفوس الآخرين.
عبدالله الربعي (24 عاما)، اختار زبائنه وهم من طلبة الجامعة، موزعا عليهم رمزا صغيرا لـ"سمايل فيس"، ذاك الوجه الضاحك الأصفر المستدير.
ويقول الربعي : "أشياء صغيرة جداً قد يكون لها بالغ الأثر في نفوس الآخرين، ومن هنا وُلدت هذه الفكرة، أن أبيع الابتسامات للطلبة الخارجين للتو من حرب إسرائيلية قاسية، للمرضى، للأيتام، لأهالي الأسرى. هذا الوجه الأصفر الباسم، بضحكته الواسعة، أو غمزة إحدى عينيه، كفيل بتغيير المزاج".
ووحدها الصدفة، كما يقول الربعي، كانت الملهم لفكرته، إذ كان يسير في إحدى الطرقات، كغيره من الشباب في قطاع غزة، يبحث عن عمل، فتعثر بمشبك صغير يتصدره الوجه الأصفر المألوف (سمايل فيس). وكان الرمز كافيا لإسعاد روحه، والتحول، كما يقول، إلى بائع للابتسامات في مدينة "البؤس".
ويعترف الربعي بأن المهمة ليست سهلة، مضيفاً "أن توزيع الابتسامات في مكان يلفه الموت والضيق والكآبة، يبدو أمراً جنونياً، ولكن أنا أتحدى نفسي، والآخرين معي، وأحاول جاهداً أن أستبدل الحزن بأشياء بسيطة تنشر السعادة".
ويُطلق الربعي، خريج العلاقات العامة، على نفسه اسم "بائع الابتسامات"، لحاجة الكثيرين في قطاع غزة إلى شراء الفرح، كما يقول.
ويتمنى الربعي، الذي يعمل متطوعاً في عدد من الأماكن والجمعيات، أن تتحول فكرته إلى حملة قائمة بذاتها، تساهم فيها المؤسسات الحكومية والأهلية لزرع الفرح في كل مكان في غزة، وإنهاء حالة البؤس والمرارة، التي حولت المدينة إلى "أرض الأحزان"، على حد وصفه.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية لنحو (1.9 مليون فلسطيني) في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، بالتزامن مع آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي خلّفت أكثر من ألفي قتيل، ودمرّت آلاف المنازل.
وفي بيان صدر أخيراً، قالت اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة (غير حكومية)، إنّ الحصار والحرب الأخيرة، رفعا نسبة الفقر إلى 90%، فيما سجل معدل دخل الفرد اليومي أقل من دولار واحد.
المساهمون