بيت المعمار المصري يحيي ذكرى ميلاد حسن فتحي

وفي هذه الأمسية ستناقش أهم الأفلام الوثائقية التي تناولت فكر وفلسفة المعماري الراحل مثل فيلم "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" لبرهان علوية (إنتاج 1978)، وفيلم "حسن فتحي.. عمارة الفقراء" لهشام عبد الحميد (إنتاج 2019).

وحسن فتحي الذي ولد في الإسكندرية في 23 مارس/آذار 1900، اشتهر بفلسفته المعمارية الفريدة التي استمدت مصادرها من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني.

وتعد القرنة التي بناها فتحي لتقطنها 3200 أسرة جزءاً من أبرز أعماله، وقد بدأ فيها عام 1946.

وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتابه "عمارة الفقراء" الذي يسرد فيه قصة بنائها، حيث أنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي، لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصاً بعد أن اكتشف المختصون وعلماء الآثار سرقة نقش صخري بالكامل من أحد القبور الملكية.

صدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم. وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة.

أما عن بيت المعمار، الذي يستضيف الأمسية، فيقع في درب اللبان بقسم الخليفة ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة، ويحمل أثر رقم 196.

وقد حمل البيت عدة أسماء، بداية من "بيت الملاطيلي" نسبة للشريف عمر الملاطيلي وأخيه عمر، اللذين أسساه، ثم بيت "علي أفندي لبيب" وهو المهندس المعماري المصري الشهير الذي كان ناظراً عليه، ثم اسم "بيت الفنانين"، لأنه اجتذب كثيراً من الفنانين الأجانب والمستشرقين والمصريين للإقامة أو استئجار مراسمهم الخاصة.

ولهذ النشاط الفني منذ ثلاثينيات القرن العشرين أطلق عليه اسم "مونمارتر القلعة" أسوة بمنطقة المونمارتر بباريس. كما أطلق عليه اسم "بيت حسن فتحي" المعماري الشهير الذي كان آخر سكانه.

وبعد رحيل فتحي أهمل البيت إلى عام 2010، وهو العام الذي تقدم فيه المهندس عصام صفي الدين، بمشروع تطوير البيت من أجل تحويله إلى بيت المعمار المصري، إلى أن وافقت وزارة الآثار على الفكرة، وتم افتتاحه في 2016.