لا يختلف اثنان على أن مسيرة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينو مع نادي توتنهام الإنكليزي مثيرة للإعجاب، في ظل النتائج الإيجابية المحققة مع نادي العاصمة الإنكليزية لندن وآخرها الأربعاء حين قاد بحنكته الفريق لأول مرة في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لمواجهة ليفربول بعد الفوز على أياكس أمستردام 3-2 في مباراة عودة مذهلة لكتبيته الإنكليزية، وهي النتيجة التي أكدت أنه واحد من بين أفضل المدربين في العالم، بل إن مشواره الاستثنائي بدأ في مراهقته باعتباره لاعب كرة قدم منذ نعومة أظفاره.
ولد بوكتينو في مورفي، وهي بلدة صغيرة بضواحي سانتا في، بداياته كانت في نادي نيو ويلز أولد بويز نهاية الثمانينيات، إذ قدّم نادي مقاطعة روزاريو خدمة جليلة له باعتباره نادياً مشهوراً باعتماده على سياسة ضم اللاعبين الشبان وتقديمهم للعالم، ويدين مدرب "السبيرز" بالفضل لرئيس أكاديمية نيو ويلز أولد بويز خورخي بيرناردو غريفا والمدرب الشاب آنذاك مارسيلو بيلسا، على اعتبار أنهما كانا يجوبان القرى والبلدات الأرجنتينية بحثاً عن المواهب الفذة من أجل اختبارها قبل ضمها إلى الفريق الرديف.
وهذا ما حصل مع بوكتينو، بعد أن تلقى كشّافي نادي نويليز أولد بويز أخباراً مفادها وجود صبي يبلغ من العمر 14 سنة يملك إمكانات فنية هائلة، وهو ما جعلهما يتنقلان لمتابعته عن كثب، ويطرقان باب بيته عند الساعة الثانية صباحاً، بعدما قدما نفسيهما للعائلة، وتحدثا عن بعض المنتجات الزراعية باعتبار أن والداه كان مزارعين قبل أن يطلب الضيوف الحديث مع الابن الذي كان نائماً، فأصرا على رؤيته وهو نائم في غرفته، بل ومشاهدته في سريره نائماً قبل أن يطلبا من الأب إزالة البطانية عنه لمعاينة بنيته الجسدية، وهنا قال غريفا لبيلسا: "انظر إلى رجل لاعب كرة القدم التي لديك" في إشارة واضحة إلى مستقبل باهر متوقع له .
وأقنع بيلسا وغريفا عائلة بوكتينو بانضمامه إلى نيو ويلز أولد بويز، الواقع على بعد 77 كيلومتراً عن مقر إقامته بمورفي، وعن تجربته الأولى مع فريقه الجديد قال بوكتينو: "نمنا على أسرة مصنوعة من الإسمنت مع مراتب، كانت هناك ثلاجة لكنها مغلقة ليلاً، لذلك لم نتمكن من سد حاجتنا عند الجوع ليلاً، وعندما كان الجو بارداً أو حاراً، لا وجود للتدفئة والتكييف".
في سن 17، بدأ ينشط في نادي نيو ويلز أولد بويز كقلب دفاع، وهو مركز حساس بالنسبة للاعب في سنه، واستمرت القصة بقوة حتى تولي مارسيلو بيلسا تدريب الفريق الأول سنة 1990، وعلى الرغم من أن عمره آنذاك كان 18 سنة فقط، إلا أنه بدأ مع الفريق بشكل عادي وكان بطلاً للدوري أيضاً، وشكل محوراً للدفاع رفقة فريناندو جامبوا صاحب الـ 20 ربيعاً.
في سنة 1994، تنقل بوكتينو إلى إسبانيول ببرشلونة، كان تأقلمه سريعاً رياضياً واجتماعياً، ساعده في ذلك قربه من الأنصار وبنيته الجسدية وشخصيته المرنة، أما في سنة 1998 فقد تعاقد إسبانيول مع مارسيلو بيلسا الذي اكتشف بوكتينو ويدين له الأخير بفضل كبير.
اقــرأ أيضاً
استمر بيلسا لفترة قصيرة في إسبانيول لأنه تولى تدريب المنتخب الأرجنتيني لاحقاً، وهذا ما يعني دعوة بوكتينو للمنتخب الوطني لأول مرة، لقد كان لاعباً رئيسياً في خط الدفاع عند بيلسا، رغم وجود نجوم مثل فرناندو ريدوندو، خافيير زانيتي، هيرنان كريسبو، غابرييل باتيستوتا، وكلوديو لوبيز وخوان سيباستيان فيرون.
سنة 2000 حقق رفقة نادي إسبانيول كأس الملك والتي كانت الهدف الموسمي للفريق، وفي السنة التي تلتها حدثت طفرة كبيرة في مسيرته الرياضية بعدما قرر ناديه بيع عقده لصالح باريس سان جيرمان، خصوصاً أن النادي الإسباني كان يعاني من مشاكل مالية، وبعد موسمين مع نادي العاصمة الفرنسية قرر الأرجنتيني تغيير الوجهة نحو بوردو.
وبعد سنتين عاد إلى إسبانيول ولعب لعامين قبل أن يعلن اعتزاله، واستقر في مدينة برشلونة التي خاض فيها دورات تدريبية للمدربين، قبل أن يخوض أولى تجاربه مع الفريق النسوي لإسبانيول في 2009 وقضى فترةً قصيرةً كمساعدٍ للمدير في فريق السيدات، ولكنه لم يُختبر كمدرب حتى أصبح مدربّاً لنادي إسبانيول في الدوري الإسباني، وكان الفريق في أسفل جدول الترتيب، حيث كُلِفَ بإنقاذه من الهبوط.
خسر معه أول ست مباريات قبل أن يفوز في السابعة ضد الجار برشلونة بوجود ميسي وغوارديولا، محققاً البقاء في نهاية الموسم واستمر في تدريب الفريق إلى 2012. تميز أسلوبه بالضغط على حامل الكرة والاستحواذ، وتأثير بيلسا عليه كان واضحاً، على الرغم من وجود كرة قدم أكثر براغماتية وعدم وجود مواقع ثابتة في الهجوم وفق منظور كرة القدم الحديثة.
سنة 2013 تم تعيينه مدرباً لنادي ساوثهامبتون الإنكليزي فأحدث ثورة هجومية على جميع الأصعدة تحدثت عنها الصحف الإنكليزية بإسهاب، قبل أن ينتقل في السنة التالية إلى نادي توتنهام حيث نال إعجاب الجميع بسبب قدرته على منح الفرصة وإظهار إمكانات جميع لاعبيه، وكذلك إيمانه بضرورة وجود أربعة مدافعين في الخط الخلفي للفريق وهو ما سهّل تكيفه مع نمط الكرة الإنكليزية.
في 28 يناير/ كانون الثاني 2015 وصل توتنهام إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية بعد فوزه بنتيجة 3-2 على شيفيلد يونايتد، ولكن خسر 2-0 أمام تشلسي في المباراة الحاسمة، وكان توتنهام في صراع للفوز بالدوري في موسم 2015-2016، ولكن في 2 مايو/ أيار 2016 تعادل 2-2 مع تشلسي، فأهدى اللقب لنادي ليستر سيتي.
ومع وجود الفريق في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عقب إقصاء مانشستر سيتي، أضحى واحداً من أفضل المدربين في العالم حالياً، ولا يوجد اختلاف كبير بين عقليته كلاعب وكمدرب حالياً، كثير من التضحية والجهد، من دون نسيان فرضية الهجوم والسرعة في نقل الهجمات، "أحب أن أكون ملهماً أكثر من محفز"، وهي عبارة رئيسية يراها بوكتينو أفضل نصيحة للاعبيه.
ولم يخف المدرب الشاب في أكثر من مناسبة أن حلمه الأكبر هو تدريب ريال مدريد، إذ كان قد أسرّ قبل أيام بأن ريال مدريد اتصل به قبل زيدان، لكنه اعتذر عن المهمة بسبب ارتباطاته مع توتنهام.
ومع مرور الأيام، دوّن المدرب الرائع إبداعاته وتغيرت طريقة اللعب بشكل مفاجئ، وصولاً إلى ما فعله أمام أياكس أمستردام بفضل تشكيلته وتبديلاته المحنكة، ليكتب التاريخ مع السبيرز ببراعة، ويصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرته ولأول مرة في تاريخ النادي الإنكليزي.
ولد بوكتينو في مورفي، وهي بلدة صغيرة بضواحي سانتا في، بداياته كانت في نادي نيو ويلز أولد بويز نهاية الثمانينيات، إذ قدّم نادي مقاطعة روزاريو خدمة جليلة له باعتباره نادياً مشهوراً باعتماده على سياسة ضم اللاعبين الشبان وتقديمهم للعالم، ويدين مدرب "السبيرز" بالفضل لرئيس أكاديمية نيو ويلز أولد بويز خورخي بيرناردو غريفا والمدرب الشاب آنذاك مارسيلو بيلسا، على اعتبار أنهما كانا يجوبان القرى والبلدات الأرجنتينية بحثاً عن المواهب الفذة من أجل اختبارها قبل ضمها إلى الفريق الرديف.
وهذا ما حصل مع بوكتينو، بعد أن تلقى كشّافي نادي نويليز أولد بويز أخباراً مفادها وجود صبي يبلغ من العمر 14 سنة يملك إمكانات فنية هائلة، وهو ما جعلهما يتنقلان لمتابعته عن كثب، ويطرقان باب بيته عند الساعة الثانية صباحاً، بعدما قدما نفسيهما للعائلة، وتحدثا عن بعض المنتجات الزراعية باعتبار أن والداه كان مزارعين قبل أن يطلب الضيوف الحديث مع الابن الذي كان نائماً، فأصرا على رؤيته وهو نائم في غرفته، بل ومشاهدته في سريره نائماً قبل أن يطلبا من الأب إزالة البطانية عنه لمعاينة بنيته الجسدية، وهنا قال غريفا لبيلسا: "انظر إلى رجل لاعب كرة القدم التي لديك" في إشارة واضحة إلى مستقبل باهر متوقع له .
وأقنع بيلسا وغريفا عائلة بوكتينو بانضمامه إلى نيو ويلز أولد بويز، الواقع على بعد 77 كيلومتراً عن مقر إقامته بمورفي، وعن تجربته الأولى مع فريقه الجديد قال بوكتينو: "نمنا على أسرة مصنوعة من الإسمنت مع مراتب، كانت هناك ثلاجة لكنها مغلقة ليلاً، لذلك لم نتمكن من سد حاجتنا عند الجوع ليلاً، وعندما كان الجو بارداً أو حاراً، لا وجود للتدفئة والتكييف".
في سن 17، بدأ ينشط في نادي نيو ويلز أولد بويز كقلب دفاع، وهو مركز حساس بالنسبة للاعب في سنه، واستمرت القصة بقوة حتى تولي مارسيلو بيلسا تدريب الفريق الأول سنة 1990، وعلى الرغم من أن عمره آنذاك كان 18 سنة فقط، إلا أنه بدأ مع الفريق بشكل عادي وكان بطلاً للدوري أيضاً، وشكل محوراً للدفاع رفقة فريناندو جامبوا صاحب الـ 20 ربيعاً.
في سنة 1994، تنقل بوكتينو إلى إسبانيول ببرشلونة، كان تأقلمه سريعاً رياضياً واجتماعياً، ساعده في ذلك قربه من الأنصار وبنيته الجسدية وشخصيته المرنة، أما في سنة 1998 فقد تعاقد إسبانيول مع مارسيلو بيلسا الذي اكتشف بوكتينو ويدين له الأخير بفضل كبير.
استمر بيلسا لفترة قصيرة في إسبانيول لأنه تولى تدريب المنتخب الأرجنتيني لاحقاً، وهذا ما يعني دعوة بوكتينو للمنتخب الوطني لأول مرة، لقد كان لاعباً رئيسياً في خط الدفاع عند بيلسا، رغم وجود نجوم مثل فرناندو ريدوندو، خافيير زانيتي، هيرنان كريسبو، غابرييل باتيستوتا، وكلوديو لوبيز وخوان سيباستيان فيرون.
سنة 2000 حقق رفقة نادي إسبانيول كأس الملك والتي كانت الهدف الموسمي للفريق، وفي السنة التي تلتها حدثت طفرة كبيرة في مسيرته الرياضية بعدما قرر ناديه بيع عقده لصالح باريس سان جيرمان، خصوصاً أن النادي الإسباني كان يعاني من مشاكل مالية، وبعد موسمين مع نادي العاصمة الفرنسية قرر الأرجنتيني تغيير الوجهة نحو بوردو.
وبعد سنتين عاد إلى إسبانيول ولعب لعامين قبل أن يعلن اعتزاله، واستقر في مدينة برشلونة التي خاض فيها دورات تدريبية للمدربين، قبل أن يخوض أولى تجاربه مع الفريق النسوي لإسبانيول في 2009 وقضى فترةً قصيرةً كمساعدٍ للمدير في فريق السيدات، ولكنه لم يُختبر كمدرب حتى أصبح مدربّاً لنادي إسبانيول في الدوري الإسباني، وكان الفريق في أسفل جدول الترتيب، حيث كُلِفَ بإنقاذه من الهبوط.
خسر معه أول ست مباريات قبل أن يفوز في السابعة ضد الجار برشلونة بوجود ميسي وغوارديولا، محققاً البقاء في نهاية الموسم واستمر في تدريب الفريق إلى 2012. تميز أسلوبه بالضغط على حامل الكرة والاستحواذ، وتأثير بيلسا عليه كان واضحاً، على الرغم من وجود كرة قدم أكثر براغماتية وعدم وجود مواقع ثابتة في الهجوم وفق منظور كرة القدم الحديثة.
سنة 2013 تم تعيينه مدرباً لنادي ساوثهامبتون الإنكليزي فأحدث ثورة هجومية على جميع الأصعدة تحدثت عنها الصحف الإنكليزية بإسهاب، قبل أن ينتقل في السنة التالية إلى نادي توتنهام حيث نال إعجاب الجميع بسبب قدرته على منح الفرصة وإظهار إمكانات جميع لاعبيه، وكذلك إيمانه بضرورة وجود أربعة مدافعين في الخط الخلفي للفريق وهو ما سهّل تكيفه مع نمط الكرة الإنكليزية.
في 28 يناير/ كانون الثاني 2015 وصل توتنهام إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية بعد فوزه بنتيجة 3-2 على شيفيلد يونايتد، ولكن خسر 2-0 أمام تشلسي في المباراة الحاسمة، وكان توتنهام في صراع للفوز بالدوري في موسم 2015-2016، ولكن في 2 مايو/ أيار 2016 تعادل 2-2 مع تشلسي، فأهدى اللقب لنادي ليستر سيتي.
ومع وجود الفريق في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عقب إقصاء مانشستر سيتي، أضحى واحداً من أفضل المدربين في العالم حالياً، ولا يوجد اختلاف كبير بين عقليته كلاعب وكمدرب حالياً، كثير من التضحية والجهد، من دون نسيان فرضية الهجوم والسرعة في نقل الهجمات، "أحب أن أكون ملهماً أكثر من محفز"، وهي عبارة رئيسية يراها بوكتينو أفضل نصيحة للاعبيه.
ولم يخف المدرب الشاب في أكثر من مناسبة أن حلمه الأكبر هو تدريب ريال مدريد، إذ كان قد أسرّ قبل أيام بأن ريال مدريد اتصل به قبل زيدان، لكنه اعتذر عن المهمة بسبب ارتباطاته مع توتنهام.
ومع مرور الأيام، دوّن المدرب الرائع إبداعاته وتغيرت طريقة اللعب بشكل مفاجئ، وصولاً إلى ما فعله أمام أياكس أمستردام بفضل تشكيلته وتبديلاته المحنكة، ليكتب التاريخ مع السبيرز ببراعة، ويصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرته ولأول مرة في تاريخ النادي الإنكليزي.