وأشار الأمين العام للائتلاف، نصر الحريري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "اللقاء مع بوغدانوف سيعقد عند الساعة 12 من ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي)، وهو يأتي في إطار التحركات الروسية الأخيرة، لتنشيط المسار التفاوضي السوري".
ويبدو أن من غير الواضح ما يحمله معه بوغدانوف في هذه الزيارة، لكن الحريري لفت إلى أن "الحراك الروسي يأتي خارج سياق التحركات الأميركية، المهتمة حالياً بالتحشيد للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتطرح تدريب المعارضة السورية المعتدلة، ما يجعل التحركات الروسية أقل جدية لعدم وجود تنسيق بشأنها مع الولايات المتحدة".
وحول تزامن زيارة بوغدانوف مع زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى تركيا، ولقاءاته المتوقعة مع المعارضة السورية، أوضح الحريري أن "لا تنسيق بين الزيارتين، فزيارة المبعوث الدولي، مقرّرة منذ أكثر من عشرة أيام وسيكون اللقاء معه فرصة أمام الائتلاف، للاطلاع للمرة الأولى وبشكل مباشر على أفكاره في شأن وقف القتال في بعض المناطق السورية، وتحديداً حلب، تمهيداً لاطلاق المفاوضات بين المعارضة والنظام".
وأعرب الحريري عن تشاؤمه من حدوث اختراق في الوضع السوري عبر هذه التحركات، لأن "نظام بشار الأسد الاجرامي لن يغير شيئاً في سلوكه، ولن يقدم أية تنازلات، ما لم تتغير موازين القوى على الأرض، أو يتعرض لضغوط دولية جدية. لكن الائتلاف لا يمانع من بحث أية أفكار لتخفيف معاناة الشعب السوري، من دون أن يكون ذلك على حساب تطلعات هذا الشعب في إزاحة النظام وإقامة دولة ديمقراطية تمثل كل السوريين".
من جانبه، اعتبر عضو "الائتلاف" زكريا الصقال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على اللقاء المرتقب بين بوغدانوف ورئيس "الائتلاف" هادي البحرة، أن "التحركات الروسية تعكس الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها روسيا، ومحاولة من الروس لتسويق أنفسهم كأصحاب مبادرة للحل في سورية".
ورأى الصقال أن "إسقاط النظام ليس مطروحاً لدى روسيا أو غيرها"، متسائلاً عن الجهة التي ستقوم بإسقاطه. وأضاف أن "شعار إسقاط النظام، أصبح ذريعة عند الغرب للسؤال عن البديل، تحديداً في هذه المرحلة، التي بات عنوانها مكافحة الإرهاب". وعن تحضيرات "الائتلاف" للقاء بوغدانوف، قال الصقال إن "الائتلاف لا يملك تصورات سياسية يناقشها مع الروس أو حتى مع الحلفاء حتى الآن".
وأدرج الصقال زيارة بوغدانوف تحت خانة "تحرك دبلوماسي غير ناضج". وعلّل ذلك بالقول إن "الروس لا يملكون حلاً من دون توافق الأطراف الدولية والإقليمية، ومن المستبعد أن يتخلّوا عن بشار الأسد، وهو العقدة الأساسية لأي حلّ".
وكان مصدر في "الائتلاف" قد استبعد أيضاً أن يكون في جعبة بوغدانوف أي جديد، فـ"الروس لم يقدموا جديداً في لقاءاتهم مع رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب، كما لم يقدموا جديداً خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام إلى تركيا. ولو كان لديهم مبادرة حقيقية، لأفصحوا عنها خلال لقاء بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان".
ورجّح المصدر أن "تكون زيارة بوغدانوف إلى تركيا، ولقاءه بالمعارضة السورية في إطار الحرص على أن تظلّ موسكو على تواصل مع أطراف الأزمة، والتحرك في هوامشها، مستغلة انهماك الولايات المتحدة في الحرب على داعش".
ويرى مراقبون أن "عقم التحركات الروسية، مردّه إلى أن الموقف الروسي حيال النظام السوري لم يحدث فيه أي تغيير جوهري منذ ثلاث سنوات حتى الآن، وما اللغة التي يتحدث بها بعض المسؤولين الروس حول عدم تمسكهم برأس النظام بشار الأسد، إلا في إطار ابتزاز هذا النظام بأن مصيره في يد موسكو، وزرع أوهام لدى المعارضة السورية بإمكانية حدوث تغيير في الأزمة السورية من البوابة الروسية".