وذكر بيان للكرملين أن بوتين عبر عن أمله بتطور "العلاقات بين البلدين بنجاح على أساس البراغماتية والمساواة على الرغم من الصعاب والخلافات". وأكد أنه "ينبغي على روسيا والولايات المتحدة التعاون من أجل مصلحة العالم بأسره، على اعتبار الدولتين تتحملان مسؤولية استثنائية لحماية الاستقرار والأمن الدوليين".
وتمرّ العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أدنى مستوياتها منذ سنوات، وشهدت توتراً كبيراً في الآونة الأخيرة، بسبب الخلافات بشأن الصراع في أوكرانيا والحرب في سورية، فضلاً عن خلافات بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وكانت واشنطن قد قلصت تعاونها مع روسيا وفرضت عقوبات على بعض الشركات الروسية والأفراد، بسبب دور موسكو في أوكرانيا، عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وفي غضون ذلك، أفاد موقع الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، على الانترنت، اليوم الجمعة، أنه اقترح زماناً ومكاناً لإجراء محادثات بشأن الأزمة في شرق أوكرانيا، غداً السبت، لكنه بانتظار رد من الطرف الآخر.
وذكر الموقع أن بوروشينكو قدم هذه المقترحات خلال مكالمة هاتفية مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون. وتهدف "مجموعة الاتصال" لتهيئة الظروف من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. وتضم المجموعة رئيساً أوكرانياً سابقاً وسفير موسكو لكييف، ومسؤولاً رفيعاً من منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا".
كما قام بوروشينكو بتغيير قيادة القوات المسلحة، وعين فاليري غيليتي، وزيراً للدفاع، خلفاً لميخائيل كوفال، الذي تم تعيينه في منصب نائب سكرتير مجلس الأمن والدفاع في أوكرانيا.
كما عين فيكتور موجينكو، رئيساً لهيئة الأركان العامة، وهو الرجل الذي "أبدى بطولات خلال عملية مكافحة الإرهاب"، جنوب شرق أوكرانيا، حسب وصف بوروشينكو.
وعبّر غيليتي، في تصريح نقلته قناة "روسيا اليوم"، عن ثقته بأن "أوكرانيا ستنتصر، وأن استعراض النصر سيجري في سيفاستوبول الأوكرانية".
في المقابل، قوبلت تصريحاته بالسخرية، فلفت نائب محافظ سيفاستوبول، يفغيني دوبوفنيك، في تصريحات لقناة "روسيا اليوم"، الى أن "نية وزير الدفاع الأوكراني الجديد لا تتوافق مع خطط المدينة الروسية الاتحادية لألف عام مقبل".
ميدانياً، يشعر الانفصاليون الموالون لروسيا بضعف إمكاناتهم أمام آلة الحرب الأوكرانية، ويستشعرون خطراً من إغلاق الحدود الروسية أمام الإمدادات بالرجال والسلاح وفقاً لموقع "فكونتاكتي".
وقال أحد قادة الانفصاليين في سلفيانسك، إيغور ستريلكوف، إن كييف "تريد إنهاء العملية العسكرية تماماً قبل 12 يوليو/تموز، أي الوصول إلى الحدود وتطهير المدن المركزية، وبالتأكيد لن نصمد حتى 12 منه". وأضاف "لا تنسوا أن المتطوعين هم من يقاتل هنا، واحتلال العدو لمدينة سلافيانسك سيشكل صدمة معنوية بالنسبة للمتطوعين".
وتشير المعطيات الميدانية الواردة من مناطق القتال، إلى أن مدينة سلافيانسك محاصرة بالمدرعات، وأن القوات الأوكرانية تشغل النقاط المرتفعة المحيطة بالمدينة، وتطلق نيران مدفعيتها على كل ما يتحرك في المدينة المكشوفة.
كما نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن سكرتير مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، أندريه باروبي، أن القوات الأوكرانية باتت تسيطر على 23 من 36 موقعاً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وأن نشاط المقاتلين انخفض، وأن مواقعهم وتجهيزاتهم تتعرض للقصف والتدمير.
وكانت وكالة الأنباء الأوكرانية المركزية قد أعلنت، نقلاً عن مسؤول الصحة في إدارة منطقة دونيتسك، إيلينا بيتراييفا، أن عدد المدنيين الذين لقوا مصرعهم في منطقة دانيتسك وحدها منذ بدء العملية العسكرية، وحتى الأول من يوليو/تموز، فاق 160 قتيلاً، بينهم 13 امرأة و4 أطفال، إضافة إلى سقوط مئات المقاتلين المتطوعين.