وقال بوتين، خلال جلسة نادي "فالداي" الدولي للنقاشات في منتجع سوتشي، جنوب روسيا: "اعترفوا بأن تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين احتلا جزءا من حلب، وهذا واضح من اللقطات التلفزيونية التي نرى فيها رايتي داعش وجبهة النصرة في بعض أحياء المدينة".
وأضاف: "اتفقنا على أن نحدد سوية على الأرض مواقع المعارضة المعتدلة، ولن نمسها على الإطلاق، ومواقع الإرهابيين وسنضربهم".
وتابع قائلا: "طرحت هذه المسألة لآخر مرة أثناء لقائنا (مع أوباما) في الصين، واقترح شريكي الأميركي مرة أخرى الفصل بينهما".
وحمّل بوتين الولايات المتحدة المسؤولية عن "إفشال هذه الهدنة، بدلا من الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة"، رافضا الاتهامات الموجهة إلى روسيا.
وقال الرئيس الروسي: "نضبط النفس ولا نرد بهذه الطريقة قليلة الأدب على شركائنا، ولكنّ هناك حدودا لكل شيء، وقد نرد".
وذكر أن روسيا لا خيار أمامها سوى تطهير ما سماه بـ"وكر الإرهابيين" في مدينة حلب السورية، على الرغم من حقيقة وجود المدنيين في المدينة.
وأضاف أن "وضع الضحايا المدنيين في الصراعات لا بد أن يثير الأسى في كل مكان، وليس في حلب فحسب"، مشيراً إلى "المدنيين الذين قتلوا حول الموصل في العراق". وأضاف أنه "ينبغي أن تقرع الأجراس لكل الضحايا الأبرياء، وليس في حلب فقط".
على صعيد آخر، وصف الرئيس الروسي بـ"الهستيريا" الاتهامات الموجهة ضد بلاده بالعمل على التأثير في الانتخابات الأميركية لصالح المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على حساب المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، من خلال قرصنة مواقع مؤسسات سياسية أميركية.
وقال بوتين إنه "من بين المشاكل الأسطورية والمتخيلة، هناك الهستيريا، ولا أجد وصفاً آخر، والتي انتشرت في الولايات المتحدة عن التأثير المزعوم لروسيا على الانتخابات الرئاسية".
وتساءل: "هل يعتقد أحد حقاً أن روسيا تستطيع أن تؤثر بطريقة ما على خيار الشعب الأميركي؟ هل الولايات المتحدة جمهورية موز؟ الولايات المتحدة قوة عظمى. الرجاء أن تصححوا ما أقول إن كنت مخطئاً".
واتهمت واشنطن، الأسبوع الماضي، الحكومة الروسية رسمياً بمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، عبر قرصنة مواقع مؤسسات سياسية أميركية، وهو ما نفاه الكرملين مراراً.
ونفى بوتين، بدوره، بقوة تلك الاتهامات، وقال إنها تهدف إلى تشتيت انتباه الناخبين الأميركيين عن المشاكل الداخلية.