بوتين وبوروشينكو يتفقان: وقف إطلاق النار صامد

06 سبتمبر 2014
روسيا تهدد بالرد على العقوبات (ستيبانوف اناتولي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال اتصال هاتفي، اليوم السبت، على أن وقف اطلاق النار في شرق أوكرانيا صامد بوجه عام لكنهما قالا إنه يتعين اتخاذ المزيد من الخطوات كي يكون أكثر صموداً.

وذكر مكتب بوروشينكو في بيان أن "الزعيمان أكدا أيضاً على الحاجة إلى المشاركة القصوى لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في مراقبة الموقف والتعاون في تقديم مساعدات انسانية أوكرانية ودولية".

وسبق الاتصال تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين الحكومة والانفصاليين، أمس الجمعة، بعدما وقعاه في مينسك، بينما تعهدت الخارجية الروسية بالردّ على تنفيذ أي عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي ضدّها، فيما يتصل بدورها في أزمة أوكرانيا.

واتهمت كييف الانفصاليين الموالين لروسيا، اليوم السبت، بإطلاق النار على مواقع للجيش الأوكراني، وقال المتحدث باسم الجيش، أندري ليسنكو، في تصريح صحافي "لقد حصل 28 إطلاق للنار أمس الجمعة على مواقع للقوات الأوكرانية، عشرة منها بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

في المقابل، اتهم مسؤولون انفصاليون في مدينة دونيتسك القوات الحكومية الأوكرانية بانتهاك الاتفاق بعد ساعات من إعلانه. وقال العضو في برلمان دونيتسك الانفصالي، فلاديمير ماكوفيتش، لوكالة "فرانس برس" "أمس الجمعة أطلقت قذائف عدة عند أطراف دونيتسك وكذلك على قافلة أسلحة ثقيلة كانت آتية من زابوريجيا" المنطقة المجاورة لدونيتسك.

وأوضح ماكوفيتش "ربما يكون ذلك استفزازاً أو اختباراً لأعصابنا، وسنبذل ما في وسعنا لاحترام وقف إطلاق النار ولكن إذا حصلت استفزازات من جانبهم فسنرد عليهم فوراً".

بدوره، أكد رئيس الوزراء في "جمهورية دونيتسك" الانفصالية، الكسندر زخارتشنكو، أن القوات الأوكرانية أطلقت نيرانها مرتين على بلدة امفروسيفكا التي تبعد حوالى ثمانين كيلومتراً من دونيتسك، مضيفاً أنه "من السابق لأوانه الحديث عن وقف تام لإطلاق النار".

ووقعت كييف والانفصاليون الموالون لموسكو أمس الجمعة، في مينسك، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، يهدف إلى انهاء نزاع مستمر منذ نحو خمسة أشهر في شرق أوكرانيا أسفر عن 2600 قتيل وتسبب بلجوء ونزوح نصف مليون آخرين.

وبعد توقيع الاتفاق، طالب الانفصاليون بمنحهم الاستقلال، حسبما قال رئيس البرلمان في "جمهورية دونيتسك"، بوريس ليتفينوف، لوكالة "فرانس برس".

وأضاف "من الأساسي بعد هذه المفاوضات الاعتراف بجمهورية مستقلة داخل جمهورية دونيتسك الانفصالية أو داخل روسيا الجديدة"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للإشارة إلى مناطق عدة في شرق وجنوب أوكرانيا.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد صمد إلى حد كبير، اليوم السبت، لكن سكاناً ومقاتلين قالوا إنه سيكون على الأرجح فترة هدنة قصيرة قبل استئناف القتال. وفي إشارة إلى هشاشة الهدنة، أفاد بعض السكان في دونيتسك الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين بحصول قصف متفرق لمشارف المدينة أثناء الليل.

ووسط هذه الأجواء، قالت الخارجية الروسية في بيان لها، اليوم السبت، إنّ تصريح الاتحاد الأوروبي عن توسيع العقوبات ضدّ روسيا يدل على أن قيادته أيدت "فريق الحرب" في أوكرانيا، محذّرة من أنّ موسكو ستردّ على فرض أي عقوبات محتملة، حسبما نقل موقع "روسيا اليوم".

وأعلن الاتحاد الأوروبي الإجراءات الإضافية مساء أمس الجمعة، لكنّه قال إنه قد يعلقها إذا سحبت موسكو جنودها من أوكرانيا والتزمت باتفاق جديد لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا. وتشمل العقوبات الجديدة إضافة أسماء 24 شخصاً إلى قائمة الممنوعين من دخول الاتحاد الأوروبي وتجميد أرصدتهم. ومن المقرر بدء تطبيق هذه العقوبات يوم الاثنين المقبل.

وأكدت الخارجية الروسية أنه "إذا طبقت العقوبات الجديدة فبالطبع سيكون هناك رد فعل من جانبنا".

وهاجم رئيس الكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية ـ بطريركية كييف، البطريرك فيلاريت، بوتين، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي "واقع تحت تأثير مس شيطاني وسيصاب بلعنة أبدية إذا لم يعلن التوبة"، وذلك في تصريحات جريئة غير معتادة تلقي باللوم على بوتين في الحرب الأوكرانية.

وقال البطريرك فيلاريت في إشارة إلى قصة قتل قابيل لأخيه هابيل في الإنجيل "بأسف شديد يجب أن أقولها الآن علنا إن من بين الحكام في هذا العالم.. ظهر قابيل جديد ليس باسمه وإنما بأفعاله".

المساهمون