ويأتي ذلك، نتيجة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي "طاولت ارتداداتها وطننا وتأثرت بسببها مدخراتنا، ودفعتنا إلى مراجعة نمط استهلاكنا ووتيرة عملنا ونشاطنا"، بحسب تصريحات بوتفليقة التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية اليوم.
وفي رسالة له بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، الذي تحتضنه مدينة قسنطينة، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، ذكر بوتفليقة بأنه كان قد أمر الحكومة بأن تصارح الشعب بحقيقة الوضع "لنندمج جميعا في سلوك استهلاكي يتناسب مع ما ننتجه من ثروة، وإلى الإقلاع عن اقتصاد مستنده الأساسي مداخيل المحروقات إلى اقتصاد متنوع يعتمد على الفلاحة والصناعة والخدمات".
وأشار في هذا الإطار إلى أنه خلال السنوات الماضية تم بذل "جهود مضنية لتدارك التأخر الذي خلفته سنوات الأزمة العجاف، فتمكن الوطن من استرجاع مكانته بين الأمم، وتحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية مشهودة، نعمل من خلالها على تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات خارج مجال الطاقة بالتوجه إلى الاستثمارات البديلة".
وتتعرض الجزائر لأزمة اقتصادية خانقة في ظل تهاوي أسعار النفط المصدر الرئيسي لإيراداتها، وتوقع وزير المالية الجزائري عبد الرحمن بن خالفة، في تصريحات صحافية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تراجع إيرادات الطاقة الجزائرية إلى 26.4 مليار دولار عام 2016، في حين ستتراجع احتياطيات النقد الأجنبي إلى 121 مليار دولار.
وكانت الجزائر، التي تعد مورّداً رئيسياً للغاز إلى أوروبا، قالت من قبل، إن إيرادات الطاقة ستنخفض بنسبة 50% هذا العام ما يعادل حوالي 34 مليار دولار. وتشكل مبيعات النفط والغاز في الجزائر 95% من الصادرات وتسهم بنسبة 60% من ميزانية الدولة.
وأضاف بوتفليقة في كلمته أن القطاعين العام والخاص شريكان حقيقيان في التنمية يجمعهما عنوان واحد، هو القطاع الوطني الذي يشارك في تكوين وتأهيل الموارد البشرية لتتكيف مع احتياجات سوق العمل، وتوفير المزيد من مناصب الشغل لشبابنا".
اقرأ أيضاً: الجزائر تتوقع هبوط دخل الطاقة والاحتياطيات في 2016