بوتفليقة يجمع قادة الأمن: خوف من الجوار وتهديدات الداخل

23 سبتمبر 2014
بوتفليقة يتسلم تقريراً حول الوضع الأمني (فاروق بطيش/فرانس برس)
+ الخط -

تتخوّف السلطات الجزائرية من التهديدات التي قد تأتيها من الدول المجاورة والجماعات الإرهابية في داخل البلاد، وهو ما دفع بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى جمع قادة الأجهزة الأمنية ورئيس الحكومة ووزيري الداخلية والعدل في اجتماع أمني مصغّر لبحث التطورات على الحدود والتهديدات الإرهابية المحتملة ضد الجزائر.

الاجتماع الأمني الذي عُقد الأحد برئاسة بوتفليقة، وضم رئيس الحكومة عبد المالك سلال، وقائد أركان الجيش اللواء أحمد قائد صالح، والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل، وقائد جهاز الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة، ووزير الداخلية الطيب بلعيز، وزير العدل الطيب لوح، فيما لم يظهر فيه قائد جهاز الاستخبارات اللواء محمد مدين (توفيق) الذي شهد تسليم قيادة أركان الجيش الجزائري بوتفليقة تقريراً حول التطورات الأمنية والعسكرية على الحدود الجزائرية مع ليبيا وتونس ومالي.

ويتعلق التقرير بالتهديدات الإرهابية الجدية التي تواجهها الجزائر نتيجة الوضع المتفاقم على الحدود، والتطورات الراهنة في ليبيا التي تشهد مواجهات مسلّحة، وتحركات لمتطرفين يحاولون استغلال هذا الوضع للحصول على أسلحة ثقيلة بهدف مهاجمة أهداف في الجزائر.

وتتخوّف الجزائر من تسلل مجموعات مسلّحة إلى داخل أرضيها، أو وصول كميات من السلاح إلى التنظيمات المتطرفة التي تنشط داخل الجزائر وعلى الحدود، إضافة الى التهديد الآتي من منطقة الشعانبي التونسية، والتي تتحصّن فيها مجموعة مسلحة تضم عناصر جزائرية.

ويستند التقرير العسكري إلى معلومات أمنية واستخباراتية جزائرية، إضافة إلى تقارير وردت من أجهزة الاستخبارات في دول الجوار. وكانت وزارة الدفاع التونسية قد أبلغت السلطات الجزائرية تحذيرات بشأن إمكانية قيام مجموعة مسلحة بمهاجمة أهداف حيوية في الجنوب الجزائري، باستعمال طائرات صغيرة.

وهذا ما دفع الجزائر لإرسال ثلاثة آلاف عسكري إضافي إلى الحدود الجنوبية والشرقية، إضافة إلى ثمانية آلاف جندي كانوا قد تمركزوا على طول الحدود الشرقية مع ليبيا وتونس، ووحدات حرس الحدود المكلفة أصلا بحماية ومراقبة الحدود.

وناقش الاجتماع الوضع الأمني على الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر وليبيا، والحدود الشرقية مع ليبيا وتونس. كما بحث الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل تحقيق السلم والاستقرار في كل من مالي وليبيا، أذ تحتضن الجزائر جولة مفاوضات بين الحكومة المركزية في باماكو وقادة ست حركات أزوادية.

كما تسعى الجزائر إلى جمع أفرقاء الأزمة في ليبيا في حوار وطني شامل يفضي إلى الاستقرار وبناء مؤسسات ديمقراطية في ليبيا، كخيار بديل للمساعي الأجنبية والفرنسية خاصة التي تهدد بالتدخل العسكري في ليبيا.

وفي سياق الوضع الأمني، قضت وحدة من الجيش خلال كمين نصبته على طريق عام على مسلح ينتمي إلى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة تيزي وزو شرقي الجزائر. ووصف بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، المسلّح بأنه "إرهابي خطير كان وراء العديد من الجرائم الإرهابية التي شهدتها المنطقة".

وعلى صعيد آخر، أقدمت مجموعة إرهابية تتكون من 15 عنصراً تابعين لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" على نصب حاجز مزيف، وتوقيف مجموعة من الشباب كانت متجهة إلى منطقة سياحية في جبل "لالا خديجة" في ولاية البويرة شرقي الجزائر.

وقال شهود عيان إن عناصر المجموعة الذين كانوا يرتدون اللباس الأفغاني ومدججين بأسلحة كلاشينكوف، قاموا بتوقيف نحو 10 أشخاص واستولوا على أموالهم وهواتفهم النقالة وأغراض أخرى كانت بحوزتهم، قبل أن يطلقوا سراحهم. وسريعاً شنت قوات الجيش عملية تمشيط في المنطقة بحثاً عن المسلحين الذين يتحصنون في المنطقة المعروفة بوعورة تضاريسها.