بوادر أزمة جزائرية - فرنسية حول الطائرة المنكوبة

27 يوليو 2014
توتّرت العلاقة بين فرنسا والجزائر بسبب الحادثة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

رفضت السلطات الفرنسية تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة الإسبانية، المستأجرة لمصلحة الخطوط الجوية الجزائرية، التي تحطمت، الخميس الماضي، في مالي.

وقال مصدر مسؤول في الخارجية الجزائرية، رفض نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "باريس ترفض تسليم الجزائر صندوقي الطائرة المنكوبة، بصفتها الدولة التي تقع على عاتقها الرحلة الجوية المعنية بالحادث، ولكون الطائرة كانت مؤجرة لمصلحة شركة الخطوط الجوية الجزائرية".

وأكد أن "باريس تستغل ضعف دولة مالي في مجال تحليل الحوادث الجوية، للسيطرة على تفاصيل التحقيقات التي ستكشف الأسباب الرئيسة للحادث". ووصف "السلوك الفرنسي بأنه غير لائق وغير مناسب". وتقضي الأعراف الدولية بأن تتولى الدولة التي تسقط فيها الطائرة، صلاحية التحقيق وتحليل الصندوق الأسود بالتعاون مع الأطراف المعنية.

وتلوح في الأفق بوادر أزمة سياسية جديدة بين الجزائر وباريس، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بشأن نقل جثامين كل الضحايا إلى باريس، فضلاً عن رفض تسليم الصندوقين الأسودين.

وطلبت وزارة الخارجية الجزائرية، توضيحات من الحكومة الفرنسية، في شأن تصريحات هولاند، لدى استقباله عائلات الضحايا الفرنسيين.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي شريف، أن "وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، على اتصال بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، للتدقيق في التصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي" .

وتداولت وسائل إعلام فرنسية، أمس السبت، تصريحات لهولاند، خلال لقائه عائلات الفرنسيين الضحايا، قال فيها إن "كل جثامين ركاب الطائرة ستُنقل إلى فرنسا". وتعتقد السلطات الجزائرية أن "هولاند يقوم باستثمار حادث الطائرة لدوافع سياسية".

وأحرجت تصريحات هولاند، السلطات الجزائرية، التي تواجه انتقادات حادة بشان فشلها في التعاطي مع أزمة تحطم الطائرة على الصعيد الإعلامي والسياسي، في مقابل سيطرة فرنسا على مفاصل القضية، خصوصاً بعد إعلانها العثور على حطام الطائرة في غاو، في شمال مالي، وإرسال قوة عسكرية لتأمين الموقع، ثم العثور على الصندوقين الأسودين، ونقلهما إلى باريس لتحليلهما.

المساهمون