بنوك ومؤسسات عالمية تخفض توقعاتها لأسعار النفط والطلب في 2020

23 مارس 2020
البنوك خفضت توقعاتها حتى 20 دولاراً للبرميل(Getty)
+ الخط -
خفض بنك "يو.بي.إس"، اليوم الاثنين، توقعاته لأسعار النفط والطلب العالمي على الخام، بما يتراوح بين خمسة وعشرة ملايين برميل يوميا على أساس سنوي في مارس/ آذار، وذلك مع تسبب فيروس كورونا "كوفيد 19" في تعطل سلاسل الإمداد العالمية وتأجيج تخمة في المعروض، ما أدى لانهيار اتفاق أوبك+. وبذلك ينضم البنك السويسري إلى بنك غولدمان ساكس وبنك أوف أميركا في خفض توقعات أسعار النفط والطلب لعام 2020.
وقال بنك الاستثمار السويسري في مذكرة، وفقا لوكالة "رويترز"، إن "الطلب هوى بسبب القيود على التنقل خوفا من كوفيد-19، فيما تغمر الإمدادات السوق بعد انهيار اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج. من المرجح أن يسفر هذا عن زيادة كبيرة في مخزونات النفط".
وقلص البنك توقعاته لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط في نهاية يونيو /حزيران إلى 20 دولارا للبرميل، بعدما كانت 30 دولارا و28 دولارا للبرميل على التوالي، كما خفض البنك توقعاته للأسعار في سبتمبر /أيلول ونهاية ديسمبر /كانون الأول.

وقدر "يو.بي.إس" أن الطلب على النفط هذا العام سيتراجع بما يتراوح بين 2.5 وثلاثة ملايين برميل يوميا على أساس سنوي في 2020، وأن تصل قدرات التخزين العالمية المتاحة على البر إلى حوالي 900 مليون برميل.
كانت مجموعة "سيتي غروب" الأميركية قد توقعت يوم الخميس الماضي، حسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ"، تراجع الأسعار إلى 17 دولاراً في الربع الثاني، بل قالت إن الأسعار ربما تتراجع إلى 5 دولارات مع إمكانية انخفاض الأسعار إلى المنطقة السلبية في بعض المناطق بسبب نقص التخزين والخدمات اللوجستية.
من جهتها، توقعت شركة "إنيرجي أسبكت" الأميركية تراجع الأسعار إلى 10 دولارات، بينما توقع مصرف "غولدمان ساكس" تراجع الأسعار إلى 20 دولاراً.
وخفض بنك "غولدمان ساكس"، الأسبوع الماضي، توقعه لسعر خام برنت في الربع الثاني بمقدار الثُلث إلى 20 دولارا للبرميل، متوقعا تراجعا قياسيا في الطلب العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام، بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا على النمو الاقتصادي.
وقال بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش، الأربعاء الماضي، إن زيادة في إمدادات النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين، قد تغمر المخزونات العالمية في ظل ضغط فيروس كورونا على الطلب، مما يدفع الأسعار لما دون عشرين دولاراً للبرميل.

تهاوي الطلب
وقال جيوفاني سيريو، رئيس الأبحاث لدى فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، يوم الجمعة الماضي، إن "تحطم الطلب هذا العام يتوقف على عدد الدول التي ستقتدي بنموذج العزل الإيطالي. ورأى أنه "إذا طبق ذلك على بقية أوروبا بل وعلى الولايات المتحدة بشكل أخص، تستطيع أن تذهب في توقعات تراجع الأسعار إلى أبعد ما يمكن".
وبناء على عمليات العزل واسعة الانتشار في أوروبا، بل وإجراءات أميركية أكثر تقييدا، يتوقع سيريو انخفاض الطلب أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل عشرة بالمئة من الاستهلاك اليومي العالمي من الخام البالغ نحو 100 مليون برميل.
وتوقعت "آي.إتش.إس ماركت" وبنك "ستاندرد تشارترد" تراجعا كبيرا في الطلب قد يصل إلى عشرة ملايين برميل يوميا في إبريل/ نيسان. وقالت لويز ديكنسون، المحللة لدى "ريستاد إنرجي"، إن "صورة الطلب على النفط هذه هي الأشد كآبة منذ زمن طويل، ويوازيها انهيار في الوقود والبنزين ووقود السفن والبتروكيماويات والزيت المستخدم في توليد الكهرباء"، مضيفة أن التوقعات التي خرجت قبل أقل من أسبوعين تبدو الآن وكأن الدهر قد أكل عليها وشرب.

وفي تقرير صدر يوم 17 مارس/ آذار، قال بنك "ستاندرد تشارترد" إنه يتوقع هبوط متوسط الطلب في 2020 بواقع 3.39 ملايين برميل يوميا، وهو ما سيكون رقما قياسيا جديدا يتخطى الهبوط المسجل في 1980 البالغ 2.71 مليون برميل يوميا، من حيث عدد البراميل لا النسبة المئوية من إجمالي الطلب.
وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي شؤون النفط لدى "إنرجي أسبكتس"، "النمو الاقتصادي والطلب على النفط سيصيبهما مزيد من الضعف قبل بلوغ مرحلة التعافي، والتي لن تأتي إلا برفع إجراءات المباعدة الاجتماعية."

وقالت سين إن برنت قد يسقط إلى مستوى العشرة دولارات، وهو سعر غير مشهود منذ 20 عاما، وذلك بسبب هبوط الطلب وارتفاع قياسي في الإمدادات من السعودية، والتي تطارد الحصة السوقية منذ انهيار اتفاق بين أوبك وروسيا للحد من الإمدادات هذا الشهر.
وقال جيسون جاميل، من بنك جيفريز الأميركي، إنه إذا أبقت السعودية على "تلك الوتيرة، فإن الحد الأدنى الوحيد لسعر النفط على المدى القصير هو الصفر". وقال بيورنار تونهاوجن، مدير شؤون أسواق النفط لدى "ريستاد إنرجي"، "على السوق أن تعي أن موجة فقد الطلب العاتية الناجمة عن فيروس كورونا ستكون نحو أربعة أو خمسة أمثال سيل النفط القادم من منتجي أوبك+ في الربع الثاني على الأرجح".

المساهمون