يواجه كريم بنزيمة ضغوطاً ربما لا يواجهها أي لاعب آخر في العالم إذ لا يلقى الدعم من جماهير ريال مدريد بسبب تفننه في إهدار الفرص السهلة وندرة أهدافه، كما دخل القائمة السوداء لمنتخب فرنسا في عهد المدرب ديدييه ديشامب.
لكن بنزيمة يبرهن على أنه لا يرتكب الأخطاء وحسب، بل يملك أرقاماً جيدة تشفع له رغم أحقية تعرضه للانتقادات في كثير من الفترات.
وربما لا يدعم بنزيمة في الوسط الرياضي سوى مواطنه ومدربه زين الدين زيدان الذي يصرّ على الدفع به في كل المباريات تقريباً وبصفة أساسية، وكذلك زميله كريستيانو رونالدو وله ما يبرر ذلك.
وإذا غض الجمهور والنقاد النظر عن قلة أهداف بنزيمة، فإنه بلغة الأرقام أفضل صانع لعب في ريال مدريد في الليغا، وأكثر لاعب يمول رونالدو بالأهداف رغم وجود أسماء لامعة مثل إيسكو وماركو أسينسيو ولوكاس فازكيز.
وصنع بنزيمة 8 أهداف في الليغا أكثر من أي لاعب آخر في الريال؛ وإجمالاً صنع 9 أهداف هذا الموسم أي أقل بتمريرة حاسمة واحدة من لوكاس فازكيز.
ويحاول بنزيمة التفوق في صناعة الهجمات عوضاً عن إفسادها في كثير من الأحيان، علماً بأنه اكتفى بتسجيل 8 أهداف فقط هذا الموسم أي أقل من غاريث بيل كثير الإصابات (11 هدفاً) وأسينسيو الذي يشارك بديلاً في أغلب الأوقات (10 أهداف).
ويتمنى جمهور الريال أن يضم الفريق رأس حربة كلاسيكيا وقناصا للأهداف، كما كان الحال قبل سنوات قليلة مع راؤول غونزاليس ورود فان نيستلروي، لكن بنزيمة احتفظ بمركزه طوال السنوات الماضية رغم تعاقب العديد من المدربين.
ويبدو أن الميزة الأهم لدى بنزيمة والسر في استمراره كل هذه السنوات هما أنه أفضل شريك لرونالدو الهداف التاريخي للنادي الملكي، والذي سجل 37 هدفا هذا الموسم.
وأهدى بنزيمة 4 تمريرات حاسمة لرونالدو في الموسم الحالي متفوقا على بقية اللاعبين، لذا ليس بغريب أن يتنازل له "صاروخ ماديرا" عن ركلة جزاء أمام ألافيس، كما طالب الجماهير في سانتياغو برنابيو بالتصفيق له بدلاً من توجيه صيحات استهجان ضده.
وقال بنزيمة عند تجديد عقده في سبتمبر 2017 "بالنسبة لي المهاجم لا يسجل أهدافاً وحسب"، وأتفق معه زيدان الذي قال "لا أعتقد أن مهمة المهاجم هي هز الشباك فقط وبالنسبة لي بنزيمة هو الأفضل".
لكن بنزيمة يحتاج إلى تحسين أرقامه التهديفية بلا شك لأن الموسم المقبل سيكون مصيرياً بالنسبة له، وسط تطلعات ريال مدريد لضم هاري كين نجم توتنهام.
(العربي الجديد)