بلماضي يغازل الشعب الجزائري ويحرج السلطات بتصريحات جريئة

09 أكتوبر 2019
مدرب الجزائر جمال بلماضي (Getty)
+ الخط -
برز المدير الفني لمنتخب الجزائر لكرة القدم جمال بلماضي من خلال تصريحاته الجريئة وصراحته اللامتناهية، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلاثاء بعد انطلاق معسكر "الخضر" استعداداً لودّيتي الكونغو الديمقراطية وكولومبيا يومي 10 و15 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

وصنعت تصريحات بلماضي الحدث بوسائل الإعلام الجزائرية ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المتعلقة بمساندته للحراك الشعبي السائد في البلاد منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، وكذلك انتقاده بشكل لاذع القائمين على ملاعب كرة القدم وكذلك الأمور التنظيمية خلال المباريات.

وتم تداول هذه التصريحات على نطاق واسع وسط الجماهير الجزائرية، خاصة أنها كانت صادقة، كون ما تحدث عنه بلماضي بخصوص سوء حالة الملاعب حقيقة قائمة بحد ذاتها، فضلا عن أن دعمه للحراك الشعبي لم يكن وليد اليوم.

وذهب بلماضي بعيدا هذه المرة عندما قال: "يجب الإصغاء للشعب وتلبية مطالبه"، وهو ما يمثل إحراجا للسلطات الجزائرية التي تسعى جاهدة لتمرير الانتخابات الرئاسية يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهو الأمر الذي يرفضه المنخرطون في المسيرات الشعبية كل يوم جمعة، فضلا عن أن تصريحات بلماضي بشأن الملاعب وحالتها السيئة أوقعت في الحرج أيضا رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي ووزير الشباب والرياضة رؤوف سليم برناوي، خاصة أنهما كثيرا ما أكدا أن الجزائر تحظى بملاعب كثيرة وفي المستوى لتنظيم المسابقات الكروية الكبرى على غرار كأس أمم أفريقيا.



وكان بلماضي خلال المؤتمر الصحافي الأخير قد عبر عن دعمه للحراك الشعبي في بلاده، داعيا السلطات إلى الاستجابة لمطالب آلاف الشباب الذين ينزلون إلى الشوارع منذ فبراير/ شباط الماضي.

وقال: "منذ بداية الحراك، الآلاف ينزلون إلى الشارع كالجسد الواحد، لديهم مطالب معروفة، من الواضح أنه يجب الاستماع إليهم وأخذ مطالبهم بجدية، يجب الذهاب إلى عمق المشكل ومحاولة فهم ما يجري والعمل على تطوير وتغيير الوضع، أنا أساندهم مئة بالمائة"، مضيفا: "أنا معجب بهذا الشعب الذي أبان عن تحضر كبير، خاصة بعد صورة العنف والوحشية التي ألصقوها به، نملك العديد من الكفاءات التي أرادوا طمسها، لدينا تاريخ غني، لكنهم عملوا كل ما بوسعهم لكي لا نكون بقيمة هذا التاريخ، أنا واثق من شيء، إذا وفروا لنا الإمكانات سننجز المستحيل".

وبشأن حالة الملاعب في الجزائر، قال بطل أفريقيا: "على القائمين على شؤون الكرة الجزائرية أن يأخذوا الأمور بجدية قبل فوات الأوان، يجب عليهم أن يكفوا عن انتهاج سياسة "الترقيع" فيما يخص الاعتناء بالملاعب وأرضياتها ومرافقها"، مضيفا: "يجب وضع خطة عمل حقيقية تعمل على دفع الكرة الجزائرية نحو الأمام".

وتابع بخصوص ما حدث في مواجهة المنتخب الجزائري المحلي أمام نظيره المغربي، نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي لحساب تصفيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين، بعد انقطاع التيار الكهربائي خلال المباراة: "ما حدث في ذلك اللقاء، يسيء إلى صورتنا، من غير المعقول أن تنقطع الكهرباء بتلك الطريقة، لقد أحسست بالعار والخزي، خاصة أنه لم يتم عزف النشيدين الوطنيين سوى بصعوبة كبيرة بعد الاستعانة بهاتف جوّال، فضلا عن الأرضية السيئة للملعب خلال تلك المواجهة، ما حدث يعد جريمة في حق الرياضة".
المساهمون