بلجيكا تسلم عبد السلام لفرنسا للتحقيق معه بهجمات باريس

27 ابريل 2016
توقعات بوضع عبدالسلام بسجن "فرين" بالضاحية الباريسية (فرانس برس)
+ الخط -
سلمت السلطات الفرنسية صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة الانتحارية التي نفذت اعتداءات باريس وسان دوني، في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 شخصا، وجرح أكثر من 300 آخرين.

وكان المحامي الفرنسي فرانك بيرتون قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيدافع عن عبد السلام أمام القضاء الفرنسي، وأنه التقاه مطولا في سجنه البلجيكي. وصرح بيرتون: "التقيتُ شابا محبطا، ولكنه راغب في التعبير عن نفسه في أسرع وقت ممكن أمام العدالة الفرنسية".

وكان عبد السلام أعتقل في 18 مارس/ آذار الماضي في حي مولينبيك ببروكسيل، قبل أسبوع  من اعتداءات بروكسيل، التي أسفرت عن مقتل 32 شخصا في 22 مارس/ آذار الماضي.

وبعد خضوعه للتحقيقات الأولية في بلجيكا، عبر، في البداية، عن رفضه نقله إلى فرنسا، حسب محاميه البلجيكي سفين ماري، الذي صرح وقتها: "ليس هناك أي مبرر لنقل عبدالسلام إلى فرنسا، وعلينا ألا نركع أمام فرنسا بسبب الشعور بالذنب". لكن المشتبه به عاد وأكد استعداده التعاون مع السلطات الأمنية الفرنسية.

             وكشف محامي عبدالسلام، أمام صحافيين بعد جلسة في محكمة الاستئناف في بروكسل لدراسة مذكرة التوقيف الأوروبية التي أصدرتها فرنسا بعد اعتداءات باريس، تأكيد أن موكله يرغب بتسليمه إلى السلطات الفرنسية، مضيفاً أنه "موافق بذلك على تنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية، وأريد أن أؤكد أنه يرغب في التعاون مع السلطات الفرنسية".

وحسب تصريحات عبد السلام للمحققين البلجيكيين، فقد تراجع في اللحظة الأخيرة عن تفجير نفسه في ملعب سان دوني ليلة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث كانت تجري مباراة ودية في كرة القدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، بحضور الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند.

وقلل المشتبه به من حجم تورطه في الاعتداءات، مؤكدا أنه لعب دورا لوجيستيكيا فقط، تمثل في استئجاره غرفتي فندق وسيارتين، وقيامه بقيادة السيارة التي أوصلت انتحاريين إلى ملعب سان دوني في الضاحية الباريسية.  

وتمكن عبد السلام من الهروب من فرنسا في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني باتجاه بلجيكا، حيث توارى عن الأنظار لمدة أربعة شهور، رغم أنه كان الرجل المطلوب رقم واحد لدى أجهزة الأمن الأوروبية، قبل أن تنجح قوات الأمن البلجيكية في التوصل إلى مكان اختبائه. 

وسيحاول المحققون الفرنسيون معرفة كافة ملابسات وتفاصيل مشاركة عبد السلام في اعتداءات باريس، وأيضا الأشخاص الذين ساعدوه على الهروب والاختفاء.


وكان القضاء الفرنسي وجه تهمة ارتكاب "جرائم إرهابية" والمشاركة في "نشاط مجموعة إرهابية" في إطار التحقيق في اعتداءات 13 نوفمبر. كما أن القضاء البلجيكي وجه إليه تهمة "إطلاق النار" على قوات الأمن البلجيكية في 15 مارس/ آذار الماضي في حي فوريست ببروكسيل، حين داهمت قوات الأمن البلجيكية شقة لأحد المشتبه فيهم، أسفرت عن مقتل محمد بلقايد، وهروب اثنين من المشتبه بهم قد يكون عبد السلام أحدهما.

ومن المتوقع أن تضع السلطات الفرنسية عبد السلام في سجن "فرين" بالضاحية الباريسية في زنزانة انفرادية بجناح يخضع لحراسة أمنية مشددة في انتظار بداية التحقيق معه.