بلال شعبان... الحرب أخرجته من جامعته

02 ديسمبر 2017
الحياة صعبة في تركيا (العربي الجديد)
+ الخط -
الظروف وحدها دفعت بلال شعبان إلى مغادرة سورية والاستقرار في تركيا، من دون أن يعرف طعم السعادة 

حاله حال معظم اللاجئين السوريّين الذي فروا من بلادهم هرباً من بطش النظام السوري. فقد وصل بلال شعبان إلى مدينة أنطاكية التركية بعد معاناة مع المهربين، ليستقر فيها قبل نحو خمس سنوات مع ذويه. إلا أنّه لم يتمكّن من متابعة دراسته بسبب الأوضاع المادية الصعبة.

خرج بلال (27 عاماً)، من حي بابا عمرو في مدينة حمص إبان الهجوم العسكري في فبراير/ شباط في عام 2012، ما أدى إلى تهجير سكان الحي بعدما ارتكبت مجزرة بحق المئات من السكّان، بينهم عائلات بأكملها.

وصل بلال إلى ريف حمص الشمالي، ومنه إلى الحدود السورية التركية في محافظة إدلب، شمال غرب البلاد. وبعد معاناة، دخل تركيا مع عائلته، ووصلوا إلى مدينة أنطاكية، واستقروا في الحي القديم في المدينة. تمكّن بلال من إيجاد عمل في أحد معامل صناعة الأحذية في المدينة. ورغم الأجر الزهيد الذي يتقاضاه مثل معظم العمال السوريين، استمر بالعمل من أجل إعالة أسرته المكونة من ثمانية أشخاص. يقول لـ"العربي الجديد": "خرجت من مدينة حمص عندما كنت في السنة الثالثة في كلية الحقوق في جامعة حمص، ولم أتمكّن من إكمال الدراسة في تركيا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فضلاً عن عدم قدرتي على جلب الأوراق الرسمية من الجامعة بسبب ملاحقتي من قبل قوات النظام لمشاركتي في التظاهرات ضده في حي بابا عمرو".

لم يستطع بلال تحقيق حلمه وإكمال دراسته ودخول مجال العمل كمحام ومدافع عن حقوق المظلومين، إلا أن ذلك لم يحد من عزيمته. يضيف: "تابعت عملي وتحسّن وضعي المادي قليلاً. وبالتعاون مع أشقائي، انتقلنا إلى منزل جديد. وفي الوقت الحالي، أفكر في الزواج". يضيف أن الحياة في تركيا صعبة. يتابع: "أعمل 12 ساعة يومياً كي أتمكن من تأمين المتطلبات المعيشية"، ويلفت إلى أن "تركيا تبقى خياراً أفضل كونها قريبة من بلادنا، كما أنّ حال اللاجئين هنا أفضل من اللاجئين في بعض الدول العربية". يضيف: "سأعود إلى سورية حين يرحل بشار الأسد وحزب البعث عن السلطة. مرّت خمس سنوات ونحن بعيدون عن منزلنا وحيّنا ومدينتنا وأقاربنا. لا بد أن نعود يوماً ما إلى بلادنا، فقد خرجنا منها من دون رغبة".

يخبّر بلال عن يومياته: "بمجرّد أن أستيقظ، أتوجه إلى العمل، وأبدأ بتقطيع الجلود ودهنها. اكتسبت خبرة في العمل. وفي الوقت الحالي، فتحت وشقيقي محلاً لتصليح الإلكترونيات". يلفت إلى أن الأتراك يحتسون الشاي بكثرة. أما في سورية، فيتفاوت الأمر بين الناس. البعض على سبيل المثال يفضّل القهوة. في سورية، كان قد عمل في معمل لصناعة القفازات في حي بابا عمرو. اعتاد العمل خلال الإجازات بالتوازي مع دراسته. يختم: "كنت سعيداً. أما هنا، فأشعر بالرضا لكنّني لست سعيداً".
المساهمون