ولم يفت الصحيفة وضع الحادثة أيضا في إطار الرسائل الصينية إلى واشنطن، ردا على الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قبل نحو أسبوعين مع رئيسة تايوان تسي تونغ.
وقد جدد ترامب، أمس الأحد، استخدام لهجة تصعيدية ضد بكين، وانتقد في تغريدة له على "تويتر" مطالبة الولايات المتحدة للصين بإعادة الغواصة، وقال "ما كان علينا مطالبة الصين بالغواصة التي سرقت، فليحتفظوا بها".
وأعلنت السلطات الصينية أمس، أنها ستعيد الغواصة الصغيرة، وأنها بصدد البحث في كيفية ومكان تسليمها للبحرية الأميركية، فيما أعلن البنتاغون أن سفينة صينية سيطرت على الغواصة الأميركية التي كانت تقوم بمهمة روتينية للبحث العلمي، في المياه الدولية في بحر الصين.
لكنّ المسؤولين الصينيين شككوا بمهمة الغواصة، ولم يستبعدوا أن يكون التجسس هو الهدف من اقترابها من القطع البحرية الصينية.
ويتفق محللون أميركيون مع انتقادات ترامب، لكيفية تعامل إدارة باراك أوباما مع هذا الاستفزاز العسكري الصيني المباشر للبحرية الأميركية، قبالة السواحل الفيليبينية.
ورغم كثافة الحضور العسكري الأميركي في مياه بحر الصين، فإن البنتاغون لم يرسل أي قطع عسكرية إلى موقع الحادثة، واكتفى بإرسال طلب إعادة للغواصة عبر القنوات الدبلوماسية.
ويرى دوغلاس بال الباحث في معهد كارنيغي أن "الحلفاء والمراقبين سيكون من الصعب عليهم عدم الاستنتاج بأن ذلك مؤشر على تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة".
وتوقف المراقبون عند الموقع البحري الذي اعترضت فيه البحرية الصينية الغواصة "الدرون" الأميركية، حيث وقعت الحادثة في المياه الدولية، وخلف الخطوط التي رسمتها الصين، واعتبرتها مجالها المائي.
ويرى هؤلاء أن بكين تحاول استباق التصعيد المنتظر مع واشنطن، بعد تسلم ترامب الإدارة الأميركية الجديدة، وفرض معادلة عسكرية جديدة مفادها أن مجال عمل القوات البحرية الصينية امتد إلى كامل مياه بحر الصين.