بغداد تستعد لعيد الفطر: كليجة وثياب جديدة

13 يونيو 2018
الملابس الجديدة للصغار والكبار أيضاً(العربي الجديد)
+ الخط -
تنشط أسواق العاصمة العراقية بغداد استعداداً لعيد الفطر. وباشر البغداديون بالتوجه إلى محال الألبسة الجديدة، والمواد الغذائية لتجهيز متطلبات العيد، وتأمين لوازم الضيافة مثل الكعك والمعجنات المعروفة في البلاد باسم "الكليجة".

ولم تُغير الأوضاع الأمنية والسياسية المُقلقة طباع العراقيين، فما زالوا يتسابقون لاستقبال الفرح، والتحضير له وللزيارات المتبادلة أيام العيد، هي الهوية الثابتة لدى أبناء البلاد الواحدة.

وتلونت أحياء جانب الرصافة من بغداد لا سيما حيّ الكرادة، بالبضائع الجديدة والألبسة المعروضة التي هبّ عليها الناس لشرائها. فلا بد من تجهيز الملابس الجديدة للجميع خصوصاً الأطفال.

وتقول أم عبد الله (42 عاماً) لـ"العربي الجديد"، "الكرادة تعرضت لأكثر من تفجير وجريمة إرهابية، إلا إنها لم تسقط ولا لحظة بيد الظالمين، فما من نكسة تتعرض لها إلا وتشفى منها، وتعود الحياة فيها إلى طبيعتها. ولا أبالغ إن قلت إن كل أسرة في الكرادة فقدت أحد أفرادها جراء العلميات الإرهابية واغتيالات المليشيات الطائفية، لكننا مستمرون في التسوق واكتشاف البضائع الجديدة خلال العيد".

وتتابع "هذه السنة تختلف عن غيرها، قلّ الاهتمام بالجانب الاجتماعي الخاص بمناسبة العيد، فضلاً عن هجرة العديد من الأحبة إلى بلدان أوروبية وعربية، بسبب ضيق الحياة عليهم في بغداد، أو بسبب تهديدات تعرضوا لها".

شكاوى من غلاء الأسعار قبل العيد(العربي الجديد)



سمير الصفار (31 عاماً)، يشير في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "غالبية المواطنين منشغلين حالياً بشراء الألبسة، التي أصبحت غالية قياساً بأيام زمان. قبل الاحتلال الأميركي لبغداد، كانت المصانع المحلية تنتجُ وتوفر ما يحتاجه الناس من ملابس، أما الآن تغيّر الوضع، صارت كل الألبسة غالية لأنها مستوردة. لذلك ترى الأسر البغدادية الفقيرة تتجه للشراء من الباعة الجوالين أو (البسطيات)، لأنها تبيع ملابس تقليد للأصلية وأرخص".

ويوضح أن "الكثير من سكان مناطق أطراف العاصمة يستثقلون الوصول إلى أسواق مراكز المدينة، بسبب وجود العشرات من نقاط التفتيش، والانتشار الأمني الذي يربكهم ويزعجهم. نحن نكره كثرة نقاط التفتيش التي تُسبب زحام السيارات، فكيف بالذي يسكن في أحياء بعيدة".

البحث عن البضائع المقلدة لأنها أرخص(العربي الجديد)


أما رافد الحسناوي (27 عاماً)، يُبين لـ"العربي الجديد"، أنه "لم يشترِ لنفسه أي شيء، فهو مشغول بالبحث عما يرضي ولده محمد. الوضع تغيّر، وطعم العيد تبدل، الكثير من الناس تعبت من الحرب والتوتر الأمني، حتى أنهم فقدوا لذة العيد، لكن هذا لا يعني أننا ننسى التواصل مع الأهل والأحبة".

ويشكو مصطفى الشمري، (49 عاماً) من جشع التجار، ويقول لـ"العربي الجديد"، "في كل سنة يضاعف التجار الأسعار، فالحذاء الذي يُباع بدينار خلال الأيام العادية، تجده يرتفع إلى دينارين وأحياناً أكثر. استغرب حقاً من عدم وجود رقابة حكومية لمحاسبتهم وتسعير السلع والبضائع".

لكن اهتمامات أميرة الخزرجي (64 عاماً) ليست كالآخرين، وتقول لـ"العربي الجديد"، "أهم شيء عندي هو عمل الكعك (الكليجة)، وشراء التمور الخاصة بها. لدي عشرة أحفاد، ولا بد من استقبالهم وتوفير الكعك الذي يحبون. وأنا لا أشتري الكعك الجاهز الذي انتشر أخيراً، إنما أصنعه بنفسي".
دلالات