حذّر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، من تداعيات الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، مجدداً عدم التنازل عن وحدة البلاد، في وقت اتخذ فيه مجلس الوزراء قرارات عقابية جديدة ضد الإقليم، شملت حظر الرحلات الجوية.
وقال العبادي خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، إنّ "قيادات الإقليم لم تستمع للمناشدات المحلية والإقليمية والدولية إزاء الاستفتاء غير الدستوري، وإننا لن نتنازل عن وحدة العراق وسيادته على عموم أرضنا، وأنّ الحكومة ستفرض سيطرتها الكاملة"، محذرا من "تداعيات الاستفتاء والتي ستلحق الضرر بكردستان بشكل خاص وبالعراق بشكل عام".
وتابع "لم نمس كرامة أي مواطن وبالخصوص المواطنين الأكراد"، مشددا "لن نتفاوض مع كردستان بشأن نتائج الاستفتاء".
وأشار إلى أنّ "مسؤولين كرد يعملون على ضخ الكراهية بين العراقيين، وأنّ الإعلام الكردي يترجم الكثير من الأمور بالخطأ"، مؤكدا "لا يوجد تهديد حقيقي على الأرض للكرد المتواجدين في بغداد".
وأكد أنّ "مجلس الوزراء أقر اليوم في جلسته الاعتيادية إخضاع المنافذ الحدودية البرية والجوية للحكومة الاتحادية، وأنّ المنافذ الحدودية لكردستان ستخضع لإشراف ورقابة هيئة المنافذ الحدودية".
وأضاف أنّ "المجلس أقر أيضاً حظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى كردستان بعد ثلاثة أيام في حال لم يتم إخضاع المطارات للحكومة الاتحادية"، مبينا أنّ "الموازنة يجب أن تعود إلى الحكومة الاتحادية، وفقا لما أقره الدستور العراقي".
وقال إنّ "ثروات إقليم كردستان تتم إدارتها من دون رقابة مركزية، وتذهب إلى حسابات شخصية خارج البلد"، مهددا بـ"ملاحقة أي جهة تشتري النفط من إقليم كردستان".
وكان مجلس الوزراء العراقي قد عقد اليوم جلسته الاعتيادية، برئاسة رئيس المجلس حيدر العبادي، وركز المجلس على إصدار قرارات بحق إقليم كردستان.
وأتخذ البرلمان العراقي يوم أمس، حزمة من القرارات العقابية ضد إقليم كردستان، بسبب إجرائه الاستفتاء، بينما يرجح مراقبون استمرار التصعيد ضد الإقليم.
في السياق، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، ماهر أونال، رفض بلاده نتائج الاستفتاء، مشيرا إلى أن أمر المعابر الحدودية بين تركيا والأقليم سيتم تحديده بعد الموقف الذي ستتخذه إدارة الإقليم من دعوة بغداد لها لتسليم المعابر الحدودية.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اجتماع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية، قال أونال: "في ما يخص إغلاق المعابر الحدودية مع إقليم كردستان العراق، فإن حزب العدالة والتنمية ينظر للأمر في الإطار السياسي، أنتم جميعا على دراية بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. إن العدالة والتنمية يعتقد بأن المرحلة الإرهابية في المنطقة تحولت إلى مرحلة أخرى"، مضيفاً: "نحن لن نسمح بأي تغيير في الحدود في المنطقة، وحدودنا مع كل من سورية والعراق واضحة".
وأشار إلى "الجهود الكبيرة التي بذلتها تركيا وحزب العدالة والتنمية على مدى سنوات طويلة من أجل حقوق ومكتسبات الأكراد، وسنستمر في ذلك"، مشددا على أن "تركيا لن تسمح بأي موقف معاد ضد أكراد تركيا والمنطقة".
وأكد أن المعابر الحدودية ما زالت مفتوحة، مبينا أنه قبل ذلك "لا بد من ظهور نتائج دعوات بغداد الخاصة بالمعابر، وسنتخذ القرار على إثر ذلك".
وبدأت اليوم القوات العراقية والتركية مناورات مشتركة في المنطقة الحدودية المقابلة لمعبر خابور الحدودي بين الجانبين.