طالبت كتل سياسية عراقية وناشطون محليون الحكومة العراقية بنشر قوات أمن كافية ومهنية، بحسب وصفهم، بعد انتقال موجة الخطف والقتل على الهوية من الطرقات إلى المستشفيات الكبيرة بالعاصمة بغداد، تنفذها مليشيات مسلحة وعصابات خطف تهدف من ورائها إلى الابتزاز المالي.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من تهديد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، من وصفهم بالعصابات الخارجة عن القانون، من استمرار تحديهم الدولة من خلال عمليات خطف وابتزاز المواطنين، معتبرا أنهم وجه آخر للإرهاب وسيتم التعامل معهم بحزم.
وقال القيادي في تحالف القوى العراقية محمد عبد الستار، إن "جماعات مسلحة باتت تختطف المواطنين من المستشفيات على الهوية، وغالبا ما تجدهم مقتولين أو يتم دفع أموال كفدية مقابل إخلاء سبيلهم".
وأضاف عبد الستار أن المستشفيات باتت المكان المناسب، حيث تتكدس عناصر المليشيات على أبواب المستشفيات لاصطياد المراجعين.
من جهته، قال عبد الله الحمداني (41 عاما) أحد سكان الموصل النازحين إلى العاصمة بغداد، إن مستشفى اليرموك وسط بغداد أصبح من أكثر الأماكن خطرا على نازحي وسكان محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى.
مؤكدا لـ"العربي الجديد": "انتشار كبير للمليشيات، يبدأ من مرأب السيارات المقابل للمستشفى، الذي يتواجد في مدخله عناصر مليشيات مسلحة يحملون أسلحة متنوعة ويرتدون الملابس المدنية يدققون أوراق السيارات الداخلة للمرأب، ويسألون المراجعين عن مناطق سكناهم، ويطلبون أوراقهم الثبوتية وهوياتهم الشخصية".
وحذر الحمداني من خطورة هذه الخطوة، لأن الأوراق الشخصية للعراقيين مثبتة فيها عناوين سكناهم وألقابهم، التي تدل بسهولة على دياناتهم وطوائفهم، مبينا أن عشرات حالات القتل والخطف حدثت عند مدخل المستشفى أو في المناطق القريبة منه، كاليرموك والقادسية وساحتي قحطان والنسور.
اقرأ أيضا: الخطف المسلّح يتصاعد في بغداد دون رادع
وفي سياق متصل، قال أحد سكان جنوب محافظة صلاح الدين، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد" إن انتشار المليشيات موجود داخل المستشفيات وخارجها بشكل واضح ومخيف، دفع السكان إلى أن يقصدوا المستشفيات الأهلية في مناطق آمنة، رغم غلاء ثمن العلاج فيها، على أن يذهبوا للمستشفيات الحكومية المجانية.
مؤكدا وجود بعض الكوادر الطبية والموظفين الإداريين المتواطئين مع تلك المليشيات، ويقومون بتزويدهم بقوائم تضم أسماء الأشخاص والمرضى القادمين من المناطق الساخنة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وأشار إلى اضطراره لنقل مريضه الذي أصيب بطلقات نارية جراء هجوم تنظيم "داعش" إلى مستشفى أهلي.
اقرأ أيضا: انتشار مليشيات السطو المسلح في العراق
واشتكى مرضى وسكان محليون من مناطق شمال بغداد، من سيطرة المليشيات على مستشفى الكاظمية، الذي يعتبر من أكبر المستشفيات العراقية، مبينين خلال حديثهم لـ"العربي الجديد" أن انتشار المسلحين في مرأب المستشفى وفي الاستعلامات وغرف الأطباء وردهات المرضى يدعو للخوف.
وأكدوا أنهم اضطروا لقصد المستشفيات الأهلية التي تتقاضى منهم مبالغ مالية كبيرة، خشية بطش المليشيات.
وبرر أحد عناصر الشرطة العراقية المكلفة بحماية المستشفيات، صمت وزارات الصحة والداخلية والدفاع عن هذه الجرائم، بعدم قدرتها على الوقوف بوجه سطوة المليشيات، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن فصائل الحشد تمكنت من الحصول على تدريب وأسلحة وتمويل يفوق ما حصل عليه رجال الأمن، ما جعل أمر مواجهتهم في الوقت الحاضر أقرب إلى المستحيل.
وأضاف عنصر الأمن الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أن وجود عناصر مسلحة داخل مستشفيات بغداد أمر بات واضحا ولا يمكن إنكاره".
يذكر أن شريط فيديو مسرباً منذ فترة، كان قد أظهر عناصر من مليشيا "الحشد الشعبي" ومنتسبي أمن وموظفي مستشفى الكاظمية وهم يضربون أحد نزلاء المستشفى حتى الموت، وتبين من الشريط أن المصاب، الذي وصل إلى المستشفى بعد إصابته بانفجار سيارة مفخخة، وتعرض للضرب الشديد بصورة وحشية، بالأيدي والأرجل والآلات الحادة التي أدت إلى وفاته.
اقرأ أيضا: الفلسطينيون في العراق يطلقون نداءات استغاثة عاجلة