بعد نيس: جدول مواعيد فرنسي جديد

كانت عملية نيس الإرهابية مثل زلزال هزّ الحياة في فرنسا في يوم عيدها الوطني. الفعاليات الثقافية لم تكن بمنأى عن حالة الصدمة، غير أن المنظّمين والمبدعين انقسموا بين إلغاء العروض أو تأجيلها وبين من رأى أن القرار الأصوب هو أن تستمر الحياة بصفة طبيعية.

كان حفل المغنّية الأميركية، ريهانا، أحد أبرز الأحداث المنتظرة في صيف نيس. الحفل الذي كان موعده الجمعة الماضي ألغي بقرار من بلدية المدينة، ولعلّ المغنية نفسها كانت ستتخذ القرار ذاته باعتبار نوعية الفن الذي تقدّمه لا يتماشى مع المناخ العام، وربما كان للأسباب الأمنية اعتبارها أيضاً.

كانت نيس تنتظر افتتاح مهرجان "نيس جاز" يوم السبت 16 تموز/ يوليو والذي كان من المفترض أن يتواصل حتى 20 منه، إلا أن المنظّمين قرروا إلغاء كامل دورة 2016.

بالقرب من نيس، جرى إلغاء الكثير من الفعاليات الأخرى مثل تظاهرة "ليالي الجنوب" في مدينة فانس، والتي أعلن القائمون عليها بأن نشاطها سيستأنف مع نهاية الحداد الوطني (انتهى يوم أمس). وهو نفس القرار التي اتخذ في تظاهرات "جاز أوف" في مدينة أنتيب و"مهرجان جوان" في المدينة التي تحمل الاسم ذاته، كما في "مهرجان الألعاب النارية" في إمارة موناكو المجاورة لنيس.

عديدة هي الفعاليات التي قرّر القائمون عليها أن تتواصل بشكل اعتيادي في حركة جمعت بين تحدّي حالة الفزع والخوف، وأيضاً للقرارات الرسمية المتعلقة بالحداد الوطني.

مثال ذلك أهم حدث ثقافي في فرنسا هذه الأيام وهو "مهرجان أفينيون" المسرحي والذي أعلن في بيان رسمي ليلة العملية بأنه لن يطرأ أي تغيير على فعالياته التي تتواصل حتى 24 من الشهر الجاري، وهو أيضاً القرار الذي اتخذه المشرفون على مهرجان "جاز في سيت" ومهرجان "موسيقى القارات الخمس" في مرسيليا.