بعد انقطاع طويل... عودة البعثات الأثرية إلى العراق

24 ابريل 2019
من نيبور العاصمة الدينية للسومريين والبابليين (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية عن عودة عمليات التنقيب الأثرية إلى البلاد، بعد انقطاع دام سنوات طويلة، بسبب الحروب والصراعات التي مرت بها البلاد، بحسب الخبراء.

وأعلن ماجد منذور قائمقام قضاء عفك في محافظة القادسية (180 كلم جنوب بغداد) عن وصول بعثة أثرية أميركية من جامعة شيكاغو إلى المدينة، تتكون من سبعة خبراء للمباشرة في عمليات التنقيب، بمدينة نفر(أو نيبور) الأثرية في المحافظة.

وقال منذور في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية إن "التنقيب كان ضمن عقد مبرم مع دائرة الآثار في المدينة وستستمر البعثة في عملها لثلاثة أسابيع".

وكان وزير الثقافة العراقية عبد الأمير الحمداني قد كشف في وقت سابق من الشهر الماضي بلقاء موسع مع "العربي الجديد"، عن قرب وصول بعثات تنقيب أجنبية إلى البلاد لاستئناف عمليات البحث في الحضارات العراقية القديمة.

ويقول متخصصون إن مدينة نفر التاريخية كانت العاصمة الدينية للسومريين والبابليين، ويقع فيها معبد الإله أنليل وزوجته نينليل.

وقال الخبير الأثري راضي الربيعي لـ"العربي الجديد" "مدينة نفر الأثرية جرت فيها أول عملية تنقيب في عام 1889 بواسطة بعثة قادمة من جامعة بنسلفانيا، واستمر العمل حتى عام 2003، إذ توقفت عمليات التنقيب بسبب الحرب،  ثم تم الاتفاق على عودة البعثة عام 2018".

وأضاف أن المدينة أدرجت على لائحة ابتدائية للتراث العالمي، تمهيداً لضمها إلى اللائحة النهائية، بعد ضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي قبل ثلاثة أعوام".

بدوره بين خبير الآثار عامر عبد الرزاق لـ"العربي الجديد" أن سياسات الأنظمة العراقية قبل عام 2003 تسببت في ابتعاد العراق كثيراً عن العالم الخارجي وانقطاع البعثات التنقيبية الأثرية عن البلاد التي كانت تأتي من مختلف دول العالم كأميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، ولكن بدأ العراق مؤخراً برسم سياسة جديدة والتواصل مع الجامعات والمتاحف العالمية لتشجيع بعثات التنقيب للعودة إلى العراق والتي تتمنى المجيء منذ سنوات".

ووفقاً له فإن "آخر عملية تنقيب في العراق كانت في بداية الثمانينيات مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، لتعود البعثات الآن وأبرزها الأميركية، والبريطانية، والفرنسية، والإيطالية، فيما كانت أول عملية تنقيب بعد عام 2003 عام 2007 على يد بعثات أميركية، وبريطانية".

وأوضح أن هذه البعثات التي بدأت في عام 2007 مرة أخرى توقفت، بسبب العمليات الإرهابية في البلاد.

وكشف عبد الرزاق عن وجود عشر بعثات تنقيبية في محافظة ذي قار، منها بعثة في مدينة أور الأثرية برئاسة الدكتورة إليزابيث من نيويورك، وأخرى بريطانية برئاسة الدكتور سيباستيان وإيطالية في تل أبو طبيرة برئاسة الدكتور فرانكو وبعثة أخرى في مدينة أريدو فضلاً عن بعثات عديدة أخرى.

وأوضح أن عدداً من البعثات التنقيبية ستصل إلى العراق مطلع الشهر المقبل، ضمن عقود مبرمة منها بعثة فرنسية للتنقيب في مدينة لارجة الأثرية. أما البعثة الأميركية في مملكة لكش جنوب العراق فقد سلمت السلطات العراقية مجموعة من القطع الأثرية، التي عثرت عليها، كما أضاف.


ويقول الخبراء إن العراق يضم أكثر من 17 ألف موقع أثري لم تجر عليها عمليات تنقيب حتى الآن، وأبرزها بابل وآشور وأور والنمرود وسامراء والأنبار ومواقع أخرى كثيرة، ما تزال مطمورة تحت الأرض، ولم تتجاوز نسبة التنقيب في آثار البلاد عن 4% منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم.

المساهمون