بعد استقالة الياس الغربي... قناة "الحوار التونسي" في مرمى الاتهامات

26 فبراير 2018
استقال الياس الغربي من القناة (فيسبوك)
+ الخط -
تعيش قناة "الحوار التونسي" ومالكها الإعلامي سامي الفهري، فترة عصيبة. فالقناة التلفزيونية التي تحتل المرتبة الثانية من حيث نسب المشاهدة بعد قناة "نسمة تي في"، والتي تحقق أكبر عائدات مالية من الإعلانات التجارية، متهمة بأكثر من قضية.

وتتهم النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام سامي الفهري، بالفساد المالي والاستفادة من علاقته مع بلحسن الطرابلسي (صهر الرئيس التونسي المخلوع) لتحقيق مكاسب مالية له على حساب التلفزيون الرسمي، عندما كانت شركته "كاكتيس برود" تحتكر أغلب الإنتاجات للتلفزيون الرسمي وتحتكر القسم الأكبر من عائداتها المالية من الإعلانات التجارية.  وهي قضية يتهم فيها الفهري وخمسة مديرين عامين للتلفزيون الرسمي التونسي، ولم يحسم القضاء فيها بعد.

كما طالب العديد من الصحافيين التونسيين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بمراجعة الوضعية القانونية للقناة التي اشتراها الفهري وعائلته من الطاهر بن حسين، وهو أحد أبرز معارضي نظام الرئيس التونسي المخلوع. وقد لا تكون المراجعة في صالح الفهري، خصوصاً أنّ القوانين في تونس تمنع انتقال ملكية وسائل الإعلام السمعية البصرية إلا وفقاً لشروط مضبوطة، لعلّ أهمها احتفاظ صاحب الإجازة القانونية للبث بأغلبية أسهم وسيلة الإعلام، وهو ما لم يتحقق في حالة "الحوار التونسي".

وما تزال إدارة قناة "الحوار التونسي" وفريقها القانوني تحت وقع الرد على هذه الاتهامات لتضاف إليها أخرى تمثلت في اتهام النائب بالبرلمان التونسي منذر بلحاج علي، لإدارة القناة بحذف ثلاثين دقيقة من الحوار الذي أجراه معه الإعلامي الياس الغربي في برنامج "كلام الناس" (يبث ليلة كل أربعاء). وساندت النقابة الوطنية للصحافيين النائب بلحاج في الاتهام، لكن إدارة القناة التزمت الصمت، ليفاجأ الجميع بتدوينة كتبها باللغة الفرنسية الإعلامي الياس الغربي على صفحته في فيسبوك، يقر فيها بعملية الحذف، متهماً إدارة القناة بممارسة سياسة الحجب ومعلناً استقالته.


استقالة الغربي لم تكن الأولى للإعلامي منها، إذ سبق أن استقال من القناة في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 ليعود للعمل فيها سنة 2017.



وتجابه القناة سلسلة أخرى من التهم. إذ اتهمتها الإعلامية عربية حمادي بالإساءة للمرأة التونسية من خلال فاصل تمثيلي في برنامج "أمور جدية"، تمّ فيه وصف المرأة بـ"الكلبة"، ما أثار غضب العديد من الصحافيات التونسيات. ويبدو أن أصداء الغضب وصلت إلى "الهايكا" التي أعلن رئيسها النوري اللجمي، أمس الأحد، أنها ستنظر في الموضوع، وهو ما قد يعرض القناة إلى عقوبات مالية وحتى إلى توقيف البرنامج، كما حصل سابقاً مع القناة، إذ تمّ إيقاف برنامج "عندي ما نقلك" لمدة شهر.

المساهمون