بشار شبارو.. أزمة النشر وحلولها

22 يوليو 2020
هيلين هيبرت/ الولايات المتحدة
+ الخط -

مع الخسارات الكبيرة التي يتعرّض إليها الناشرون العرب وتراجع التوزيع إلى نسبة تصل إلى 74 % خلال الربع الأول والثاني من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وإلغاء معارض الكتب لهذا العام، بات السؤال مهماً حول مصير الكتاب الذي يصدر بلغة يتحدّث بها أكثر من ثلاثمئة مليون نسمة.

عقد "معهد الدوحة للدراسات العليا"، أمس الثلاثاء، المحاضرة الإلكترونية السادسة عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان "وجهة نظر في مستقبل النشر وتحديات المرحلة المقبلة" ألقاها بشار شبارو المدير التنفيذي لـ"دار جامعة حمد بن خليفة للنشر" وأمين عام "اتحاد الناشرين العرب".

في مستهل المحاضرة، أكّد شبارو أن النشر هو قلب الصناعات الثقافية، وهي صناعة الأمن القومي الثقافي، لأنها تجمع بين الباحث والكاتب والمترجم والطابع والمصمم والناشر والموزع والمكتبات، مشيراً إلى "أننا نحن العرب بدأنا بالكتاب الورقي من ثلاثمئة عام، بينما سبقنا الغرب مع اختراع المطبعة، لذلك حركة النشر هناك منظمة ولها حضور وفعل حقيقي، مقابل تعثّرها عربياً".

استعرض المحاضر أيضاً تاريخ صناعة الكتاب في العالم العربي، وتحديداً في لبنان وسورية، ثم دخول المطبعة مع حملة نابليون في مصر، وصولاً إلى تطوّرها خلال الخمسين سنة الأخيرة، معتبراً أن هذه الصناعة تتألف من عدة حلقات هي المبدعون (الكاتب والمؤلف والباحث والمترجم)، والمصممون (التصميم والطباعة)، ثم الموزعون، وهذه السلسلة يديرها الناشر.

وأوضح أن أولى معوقات صناعة النشر عربياً تتمثل في افتقاد المبدع لوكيل حقوق أدبي يدير حقوقه وشبكة علاقاته ومصالحه، حيث لا يتجاوز عدد الوكلاء العرب أصابع اليد الواحدة، وثانيها أنه لا يوجد شركة توزيع عربية تؤمّن الكتاب في الوقت والمكان المناسبين، وثالثها القرصنة عبر إصدار نسخ مزوّرة بطباعة أقل جودة وبسعر أقل من سعر الكتاب الأصلي، ولها من انعكاسات سلبية على المؤلف والناشر على حدٍ سواء، علاوة على معوقات أخرى مثل الضرائب ونظم الرقابة المختلفة.

بشار شبارو - القسم الثقافي
(من المحاضرة)

وعن ملامح الوضع في ظل جائحة كورونا (كوفيد-19)، قال شبارو إن الجائحة غيرّت موازين كثيرة في صناعة النشر، عن طريق تركيز الاهتمام على المحتوى الرقمي والسمعي الذي شهدت منصاته حركة ملحوظة في الآونة الأخيرة، مع بروز ملامح جديدة لنمط آخر من التسويق في السياق العربي.

واقترح المتخصص في مجال النشر حلولاً للأزمة التي يعيشها قطاع النشر، من بينها العمل على تأسيس شراكة حكومية/ خاصة، يأتي بعد ذلك إنشاء موقع جامع لكافة محتوى إصدارات الناشرين العرب، إضافة إلى تجهيز فروع رقمية في المدن العربية المركزية، وغيرها من الحلول التي من شأنها أن تُلقي بظلالٍ إيجابية على مستقبل النشر في السياق العربي.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون