فجّر المرسوم رقم 16 الخاص بوزارة الأوقاف السورية موجة من الانتقادات والاعتراضات على سياسة النظام السوري من قبل مؤيديه، فخرج العديد من الإعلاميين والفنانين الذين أبدوا اعتراضهم علناً على وسائل التواصل الاجتماعي، لنشهد ثورة جديدة على النظام من قبل مؤيديه، وشكلت تلك الموجة فرصة للفنانين بالتعبير وفضح الفساد الموجود ضمن المؤسسات الثقافية السورية، من دون خوف من المساءلة.
فقبل أيام، حل الممثل السوري بسام كوسا، ضيفاً على برنامج "مع الكبار"، الذي يقدمه يامن ديب على إذاعة سورية محلية، "صوت الشباب"، وتم بث اللقاء بشكل مباشر بالصوت والصورة على صفحات الإذاعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المقطع الذي تم تداوله من قبل الناشطين على تلك المنصات لا تتجاوز مدته اثنتي عشرة دقيقة، من فقرة بعنوان "هل تجرؤ"، قال فيه كوسا تصريحات تتعاكس مع الخطاب الإعلامي الذي يتبعه الفنانون المؤيدون للنظام. في حديثه، لم يتبنّ كوسا الخطاب الإعلامي المتفائل المتناغم مع الانتصارات العسكرية، ولم يجمّل الواقع بما يتناسب مع "مصلحة الوطن" بمنظور إعلام النظام، بل إنه لم يكتف بإلقاء التهم على مجموعة من الفاسدين غير المعروفين كما جرت العادة، في حال انتقد المؤيدون نظامهم، وإنما راح كوسا يهاجم أسماء معينة لها وزنها، وكان أبرزها نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان.
فضح كوسا السرقة التي يقوم بها النقيب من جمع الأموال من الفنانين، وانتقد رداءة العروض السينمائية والمسرحية التي تقوم بها وزارة الثقافة باسم الوطنية، وحصر العمل الفني على أشخاص معينين وبمواضيع معينة ضمن تلك المؤسسات، وصرّح أن تلك الأحداث، من فساد وسرقة، ليست بجديدة، فهي شائعة منذ سنين تسبق الأزمة السورية، على حد تعبيره، إلا أنها تتم اليوم تحت غطاء الوطنية. هنا، حاول المذيع أن يفاوض كوسا في العديد من المرات ويطلب منه الصلح مع تلك المؤسسات عبر منبره، إلا أن كوسا رفض، ليستفزه المذيع ويتهمه أن ما تسبب بغضبه من نقيب الفنانين هو فشله بالحصول على المنصب ذاته ونجاح زهير رمضان، وهو الأمر الذي أثار غضب كوسا ليسترسل بتصريحاته، ويصف أمثال زهير رمضان بـ"دواعش الوطن"، وارتأى بأنه في الوقت الحالي يجب القضاء عليهم.
اقــرأ أيضاً
في المقابلة، طرح كوسا سؤالاً عن مدى استفادته من كونه فناناً وطنياً حارب ليبقى ضمن بلده، ففي الخارج تم رفضه لوطنيته، على حد تعبيره، وفي الداخل تم رفضه لانتقاده رداءة ما يقدم. واتهم كوسا النظام بشكل مباشر بمسؤوليته عن رداءة الفن السوري بسبب ما قدمه لهؤلاء الفنانين الذي عملوا على التطبيل له؛ وصرح أيضاً بأنه اليوم يرحب بتقديم المشاريع مع الفنانين الذين خرجوا من سورية منذ سنوات بسبب موقفهم الثوري، وتمنى أن يعودوا إليها، واعتبر كوسا بأنه الخاسر الوحيد بسبب تعبيره عن رأيه بصدق، وهنا تدخل المذيع ليحد من تلك التصريحات، من خلال سؤال كوسا عن المقابلة التي أجراها قبل عشر سنوات مع زياد الرحباني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتذمر فيها الفنانون المؤيدون للنظام من الطريقة التي تتعامل بها مؤسساته معهم، ففي العام الماضي أصدرت سلاف فواخرجي بياناً صحافياً بعدم تعاونها مع المؤسسة العامة للسينما لأسباب تتعلق بسوء إدارتها أخلاقياً وفنياً. وقبل شهرين، شنّ أيمن زيدان هجوماً على المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لعدم احترامها الفنانين، ولأنها تقوم بحذف أسمائهم من شارات الأعمال التي شاركوا فيها. وفي المرات السابقة، كانت المؤسسات الرسمية ترد على تلك الخلافات بشكل استفزازي، من دون أي احترام لقيمة الفنانين، وكانت تقوم بتخوينهم؛ فاليوم يبدو أن النظام ليس بحاجة لإرضاء الفنانين الذين وقفوا إلى صفه، وغالباً لن يمانع بممارسة سياسته القمعية على الفنانين الذين مالوا إليه عندما اندلعت الثورة، إن لزم الأمر.
فضح كوسا السرقة التي يقوم بها النقيب من جمع الأموال من الفنانين، وانتقد رداءة العروض السينمائية والمسرحية التي تقوم بها وزارة الثقافة باسم الوطنية، وحصر العمل الفني على أشخاص معينين وبمواضيع معينة ضمن تلك المؤسسات، وصرّح أن تلك الأحداث، من فساد وسرقة، ليست بجديدة، فهي شائعة منذ سنين تسبق الأزمة السورية، على حد تعبيره، إلا أنها تتم اليوم تحت غطاء الوطنية. هنا، حاول المذيع أن يفاوض كوسا في العديد من المرات ويطلب منه الصلح مع تلك المؤسسات عبر منبره، إلا أن كوسا رفض، ليستفزه المذيع ويتهمه أن ما تسبب بغضبه من نقيب الفنانين هو فشله بالحصول على المنصب ذاته ونجاح زهير رمضان، وهو الأمر الذي أثار غضب كوسا ليسترسل بتصريحاته، ويصف أمثال زهير رمضان بـ"دواعش الوطن"، وارتأى بأنه في الوقت الحالي يجب القضاء عليهم.
في المقابلة، طرح كوسا سؤالاً عن مدى استفادته من كونه فناناً وطنياً حارب ليبقى ضمن بلده، ففي الخارج تم رفضه لوطنيته، على حد تعبيره، وفي الداخل تم رفضه لانتقاده رداءة ما يقدم. واتهم كوسا النظام بشكل مباشر بمسؤوليته عن رداءة الفن السوري بسبب ما قدمه لهؤلاء الفنانين الذي عملوا على التطبيل له؛ وصرح أيضاً بأنه اليوم يرحب بتقديم المشاريع مع الفنانين الذين خرجوا من سورية منذ سنوات بسبب موقفهم الثوري، وتمنى أن يعودوا إليها، واعتبر كوسا بأنه الخاسر الوحيد بسبب تعبيره عن رأيه بصدق، وهنا تدخل المذيع ليحد من تلك التصريحات، من خلال سؤال كوسا عن المقابلة التي أجراها قبل عشر سنوات مع زياد الرحباني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتذمر فيها الفنانون المؤيدون للنظام من الطريقة التي تتعامل بها مؤسساته معهم، ففي العام الماضي أصدرت سلاف فواخرجي بياناً صحافياً بعدم تعاونها مع المؤسسة العامة للسينما لأسباب تتعلق بسوء إدارتها أخلاقياً وفنياً. وقبل شهرين، شنّ أيمن زيدان هجوماً على المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لعدم احترامها الفنانين، ولأنها تقوم بحذف أسمائهم من شارات الأعمال التي شاركوا فيها. وفي المرات السابقة، كانت المؤسسات الرسمية ترد على تلك الخلافات بشكل استفزازي، من دون أي احترام لقيمة الفنانين، وكانت تقوم بتخوينهم؛ فاليوم يبدو أن النظام ليس بحاجة لإرضاء الفنانين الذين وقفوا إلى صفه، وغالباً لن يمانع بممارسة سياسته القمعية على الفنانين الذين مالوا إليه عندما اندلعت الثورة، إن لزم الأمر.