مندوبا بريطانيا وروسيا يتبادلان الاتهامات في مجلس الأمن بشأن محاولة اغتيال سكريبال

19 ابريل 2018
جلسة طارئة لمجلس الأمن بدعوة من بريطانيا (درو أنغيرر/Getty)
+ الخط -

تبادل المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبيزيا، والمندوبة البريطانية، كارين بيرس، الأربعاء، الاتهامات والانتقادات اللاذعة بشأن محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا.

واتهمت روسيا بريطانيا، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي دعت لها بريطانيا لمناقشة تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن قضية العميل الروسي، بـ"تضليل الرأي العام العالمي، ونشر الأكاذيب" بشأن العملية التي وقعت يوم 4 مارس/آذار الماضي.

وقال نيبيزيا: "أشعر بالامتنان للمندوبة البريطانية لدعوتها مجلس الأمن لعقد الجلسة التي هي أشبه بقصة آليس في بلاد العجائب، مع فارق أن بريطانيا وليس آليس هي التي تنظر في المرآة هذه المرة".

ووصف السفير الروسي تصريحات سابقة لوزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تحدث فيها عن علاقة بين الرئيس فلاديمير بوتين وبرنامج الأسلحة الكيميائية، بأنها "فاقت حدود المقبول والذوق".

وأوضح أن "بريطانيا لا ترغب بسماع وجهة النظر الروسية، وتسعى لتضليل الأسرة الدولية من خلال نشر الأكاذيب بشأن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المتعلق بحادث سالزبيري".

وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الخميس الماضي، النتائج التي توصلت إليها بريطانيا في وقت سابق بتعرض سكريبال وابنته يوليا لعملية تسميم باستخدام غاز أعصاب.

وذكرت المنظمة (مقرها لاهاي) في تقرير أنها "تؤكد نتائج المملكة المتحدة فيما يتعلق بنوعية المادة الكيميائية السامة التي استخدمت في سالزبيري". وقالت إن "المادة الكيميائية المستخدمة كانت عالية النقاء".

ولفت المندوب الروسي إلى أن المادة المستخدمة في تسميم سكريبال "معروفة للعديد من الدول الغربية، كبريطانيا والولايات المتحدة، منذ 1998، عندما أدرجت في مركز إيدهوك الأميركي لبحوث الدفاع".

وأردف قائلا: "ولهذا لم يكن سلوك لندن مفاجئا، لأنها تخفي معلومات أساسية، إذ لا توجد أية إشارة بتقرير منظمة الأسلحة الكيميائية إلى الاتحاد الروسي"، متابعا "كما لا توجد أية إشارة لإصابة العميل وابنته بالمرض، ومدى تقدم حالتهما الصحية، ولم يأخذ التقرير أي عينات دم منهما".

واعتبر نيبيزيا أن "سلوك بريطانيا لم يترك أمام روسيا سوى خيار إطلاق تحقيقات مستقلة بشأن ما حدث"، مصيفا أن "السلطات البريطانية تعكف منذ الرابع من مارس/ آذار الماضي على تدمير جميع الأدلة، وتمنعنا من التواصل مع مواطنين اثنين روس (يقصد العميل سكريبال وابنته)".

وقال إن الرسالة التي عممتها، الأربعاء، السفيرة البريطانية على أعضاء مجلس الأمن، "تدعو للسخرية، حيث تخطت بها لندن عتبة المقبول"، مؤكدا أن ما حدث في سالزبيري "استفزاز قذر لروسيا بغرض التعريض بمبادئ ومشروعية الاتحاد الروسي"، مؤكدًا أن "المسؤولين عن تلك الاستفزازات لن ينجو من العقاب".

وذكرت رئيسة الوزراء البريطاني، تيريزا ماي، في الرسالة المذكورة التي وزعتها مندوبتها، أن "شرطة المملكة المتحدة أجرت تحقيقا دقيقا بالحادث خلُصت فيه لحقيقة المادة الكيميائية المستخدمة".

وقالت إن هذه المادة "عامل مؤثر في الأعصاب من فئة عناصر غازات الحرب الكيميائية تُعرف باسم نوفيتشوكس، وهذه الغازات صنعها في الأصل الاتحاد السوفيتي، ثم ورثها عنه الاتحاد الروسي ".

بدورها، قالت مندوبة بريطانيا، في معرض ردها على نظيرها الروسي، إنها "ترغب في إهدائه نسخة من رواية الكاتب العالمي جورج أوريل، والمعرفة باسم 1948، بدلا من قصة آليس في بلاد العجائب".

وأكدت، في إفادتها لأعضاء المجلس، أن المعلومات المتوافرة لدى بلادها، ولدى تقرير منظمة الأسلحة الكيمائية، تشير لتورط روسيا في الحادث، وتابعت: "نعتبر ما حدث عملية قامت بها روسيا، التي لها سجل حافل في هذا المضمار، أو نعتبرها مجرد عملية مارقة قام بها أحد أفراد أجهزة استخباراتها".

من جانبها، حذرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من التداعيات المترتبة على عدم اتخاذ موقف موحد من قبل المجتمع الدولي إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية.

وقالت هيلي، في إفادتها لأعضاء المجلس: "لقد اجتمعنا الأسبوع الماضي خمس مرات بشأن استخدام الأسلحة الكيمائية بسورية، واليوم نجتمع لمناقشة الاعتداء الذي وقع في مدينة سالزبيري".

وذكرت أنه "من السهل أن نفهم السياق وما يعنييه ذلك من حقائق مروعة.. ولا نعرف المكان الذي ستظهر فيه تلك الأسلحة بعد ظهورها في سالزبيري"، ولفتت أن"منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أطلقت تقريرها وذكرت فيه أنه تم استخدم غاز الأعصاب في سالزبيري، وهو ما يتنافى مع التوافق الدولي بشأن استخدام تلك الأسلحة".

واختتمت إفادتها بتحذير أعضاء مجلس الأمن من أنه "اذا لم نتحرك فسوف يكون هناك مزيد من ضحايا استخدام تلك الأسلحة".

في السياق ذاته، قال المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، إن "استخدام الأسلحة الكيميائية في سالزبيري يستهدف تقويض الأسس القانونية لأمننا الجماعي ولنظام عدم انتشار الأسلحة الكيمائية"، وشدد على أن "فرنسا لا تقبل أبدا بأن يتم الإفلات من العقاب في جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية، سواء جرى ذلك في سورية أو في بريطانيا".

وفي 4 مارس، اتهمت بريطانيا روسيا بمحاولة قتل سكريبال وابنته على أراضيها باستخدام "غاز الأعصاب"، وهو ما نفته موسكو، وقالت إن لندن ترفض اطلاعها على نتائج التحقيق أو إشراكها فيه. 

وطلبت بريطانيا بعدها من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إجراء تحقيق مستقل في هذه المسألة. 

واندلعت على خلفية ذلك أزمة دبلوماسية بين لندن وموسكو، أسفرت عن إجراءات عقابية متبادلة، أبرزها تبادل طرد دبلوماسيين.

واتسعت رقعة العقوبات لتشمل العديد من الدول الغربية التي وقفت إلى جانب بريطانيا.


(الأناضول)