بريطانيا: مسيرة المليون قناع ضدّ الحكومات المستبدّة

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
06 نوفمبر 2014
B57ADBC3-90C8-47BB-A6A4-0AACF7731D7B
+ الخط -

عمّت الفوضى مساء أمس أرجاء العاصمة البريطانية لندن، حين سار آلاف الأشخاص المقنّعين في شوارع المدينة في "مسيرة المليون قناع"، وبدل أن يحتفلوا بمناسبة إحياء ذكرى "بون فاير" تظاهروا، مندّدين بالنظام الرأسمالي.

وتحتفل بريطانيا منذ عام 1605 في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني بعيد "البون فاير"، وذلك تخليداً لذكرى نجاة جيمس الأول ملك إنجلترا من محاولة اغتياله. سُمّيت تلك المناسبة سابقاً بـ"مؤامرة البارود" التي خطّط لها جاي فوكس، (عضو في فرقة الكاثوليك الإنجليز) مع مجموعة من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بغية القضاء على الملك البروتستانتي. بيد أنه ألقي القبض على المتآمرين، الذين أخفوا براميل بارود تحت مقرّ مجلس اللوردات، لتفجيره.

حُكم على جاي فوكس بالإعدام شنقاً، وسمح الملك بإشعال براميل البارود، احتفالاً بفشل المؤامرة ونجاته من الموت. وصدر بعد ذلك قانون يدعو إلى اعتبار يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني ذكرى سنوية تحتفل فيها بريطانيا.

لم تقتصر تلك الاحتفالات على بريطانيا وحدها، بل انتشرت بعد مدة في جميع أنحاء أوروبا، وباتت تقليداً سنوياً يحتفل به العامّة، من خلال إشعال الألعاب النارية أو إضرام مواقد النار في أفنية منازلهم.

ندّد المتظاهرون بالأثرياء، ودعوا إلى اضطهادهم. واللافت كان وجود راسل براند الممثّل الإنجليزي وفيفيان ويست وود مصممة الأزياء الإنجليزية، بين المتظاهرين في تلك المسيرة، بينما تمتلك ويست وود نحو 115 مليون باوند، وتقدّر ثروة براند بـ12.5 مليون باوند.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها براند في مسيرة المليون قناع، بل حضر بفعالية في مسيرة مارس/آذار العام الماضي، وكتب عقب انتهائها، أنّ إثارة الشّغب، هي إشارات على فشل الحوار والشعور بغياب ممثّلي الشعب والملل من الخداع أو الوهم.

عجزت الشرطة عن التواصل مع منظّمي المسيرة، على الرغم من محاولاتها العديدة، فانتشرت على نطاق واسع، إثر تلقّي تهديدات من المتظاهرين تفيد باحتمالية حصار مدينة لندن.

أشعل المتظاهرون الألعاب النارية، وأنشدوا "حل واحد، الثورة"، ورسم آخرون جرافيتي (كتابة شعارات) على شاحنات الشرطة، ما أدى إلى اصطدامهم بها، إثر قيام بعضهم بأعمال عنف خارجة عن المظاهرات السلمية، إذ ركلوا السياج الأمني الذي نصبته الشرطة بغية الفصل بينها وبين حشود المتظاهرين. كما رمى هؤلاء بقطع بلاستيكية وإشارات الشوارع تجاه رجال شرطة الشغب.  

وتعرّضت الشرطة التي كانت تحرس النّصب التذكاري الفيكتوري، لاعتداءات مماثلة من قبل المتظاهرين، الذين توجّهوا نحو وسط العاصمة، وهم يدفعون براميل النفايات، ويصرخون في وجه البائعين المذهولين، ويضربون سيارات العامّة بمواسير مطاطية صفراء اللون.

ولم تكن "مسيرة المليون قناع" في لندن فقط، بل نُظّمت المئات منها في الوقت ذاته في مدن مختلفة حول العالم. وتلثّم العديد من المتظاهرين بقناع يشبه وجه جاي فوكس، الذي أراد تفجير البرلمان في عام 1605، تعبيراً عن استيائهم من النظام الحاكم وغياب الديمقراطية.

وعبّر المتظاهرون، خلال المسيرة، عن محاربتهم للتقشف والصّرامة والمراقبة المشددة وانتهاك حقوق الإنسان. وهدف المتظاهرون إلى إيصال صوتهم إلى الحكومة وزعماء العالم، ووجهوا رسالتهم إلى الحكومات المستبدة، وقالوا لها إنهم لا يتوقعون أن يحققوا أهدافهم في فترة قصيرة.

وألقت الشرطة القبض على نحو عشرة أشخاص، حوالى منتصف الليل، وخمسة عشر آخرين لاحقاً.