أعلن وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، أن وزارته بدأت بإعادة النظر في القوانين التي تمنع استخدام نبتة القنب أو الحشيش لأغراض طبية، في إشارة جديدة إلى استعداده للتراجع عن الإرث الذي خلفته رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وقال وزير الداخلية في كلمة أمام البرلمان البريطاني، إنّ القوانين الحالية "غير مرضية"، وأنه يدعم قرار أهالي الأطفال بالسعي للحصول على زيت القنب لعلاج أطفالهم من أمراض مثل الصرع، مشيراً إلى أن الآباء يبذلون ما بوسعهم للحصول على العلاج لأبنائهم "إنما يتبعون غريزة أبوية لعمل ما يستطيعون لتخفيف معاناة أبنائهم".
وأوضح جاويد أن الخطة الحكومية ستعتمد على مرحلتين: أولاهما تعتمد على تحديد الأدوية التي تعتمد على القنب وفوائدها العلاجية، والهدف منها هو تصنيف أنواع القنب والأدوية التي تعتمد عليها. أما المرحلة الثانية فستعمل على تقييم جدوى الاستخدام العام لهذه الأدوية، وفي حال ثبات جدواها فإن وزارة الداخلية ستسمح باستخدامها.
وأضاف "لقد رأينا في الأشهر الأخيرة أن هناك حاجة ماسة للسماح لأولئك الذين قد يستفيدون من المنتجات التي تعتمد على القنب بالوصول إليها".
ورحّب نواب البرلمان البريطاني من كافة الأحزاب بكلمة جاويد، حيث امتدح ديزموندسواين، عن حزب المحافظين، قرار وزير الداخلية قائلاً: "لسنوات كانت الحاجة الملحة لاتخاذ قرار سياسي، ولذلك أشكر (جاويد) على اتخاذه".
وتأتي كلمة جاويد بعد 24 ساعة من تقليل رئيسة الوزراء ووزيرة الداخلية السابقة تيريزا ماي من الحاجة لمراجعة القوانين، قائلة إن "هناك سبباً وجيهاً جداً" لوجود القوانين الحالية.
وعمل جاويد في الفترة القصيرة التي تسلم فيها وزارة الداخلية على عكس عدد من القرارات التي اتخذتها ماي خلال تسلمها للمنصب. فقد ألغى سياسة ماي حول القوانين المتعلقة بمنح تأشيرات الدخول للأطباء الأجانب القادمين للعمل في بريطانيا من خارج الاتحاد الأوروبي. كما نأى بنفسه عن سياسة "البيئة المعادية" حول الهجرة غير القانونية. وتأتي خطوة اليوم في سياق عمله على استقلالية قراره وسلطته في وزارته، ما قد يرفع من احتمالات انتخابه زعيماً لحزب المحافظين في مراحل لاحقة.
وبينما ستسمح مراجعة القوانين باستخدام الحشيش لأسباب علاجية، نفى جاويد استعداد الحكومة للسماح باستخدام النبتة للجميع، وذلك رغم الدعوات القادمة من وليام هاغ، الوزير البريطاني السابق، لأنها "قد تسبب الضرر لصحة مستخدميها عقلياً وجسدياً".
ويأتي هذا الإعلان بعد القرار، يوم أمس، بتشكيل لجنة استشارية توفر النصح للوزراء حول منح رخص محددة لكل حالة تحتاج القنب.
وكان اللورد هاغ، الذي تبنى سياسة صارمة ضد تشريع استخدام النبتة، قد قال إن المعركة ضد الحشيش قد تمت "خسارتها كلياً وبشكل لا يمكن العودة عنه"، مطالباً رئيسة الوزراء بالتقدم بتغييرات جذرية في السياسة الحكومية حول تشريع استخدام الحشيش. وطالب بأن تتبع بريطانيا خطى كندا التي هي على وشك تشريع استخدامها.