بريطانيا: اتهامات لحزب المحافظين بانتشار معاداة الإسلام في صفوفه

01 يونيو 2018
المطالبة بلجنة تحقيق مستقلة في الظاهرة (كارل كورث/ Getty)
+ الخط -
وجّه المركز الإسلامي في بريطانيا اتهامات لحزب المحافظين بـ"الفشل في التعامل مع مسألة معاداة الإسلام"، المنتشرة في صفوف الحزب، مطالباً بلجنة تحقيق مستقلة في الظاهرة.

وبينما يصرّ حزب المحافظين على تعامله الجدي مع الموضوع، نشر المركز تسع شهادات عن معاداة الإسلام، أو الإسلاموفوبيا، بين سياسيي الحزب الحاكم، في شهر إبريل/ نيسان الماضي وحده. 

وتأتي هذه الاتهامات ضد حزب المحافظين في وقت يشهد فيه القطب الآخر في السياسة البريطانية، حزب العمال، أزمة اتهامات بانتشار معاداة السامية بين صفوفه، مما يثير الأسئلة حول مدى انتشار العنصرية في الحياة السياسية البريطانية، وفي المجتمع البريطاني بشكل عام. 

وفي السياق، قالت سعيدة وارسي، مديرة حزب المحافظين السابقة، والعضو في مجلس اللوردات، إنها حاولت على مدى عامين دفع مسؤولي حزبها للتعامل مع المشكلة وفشلت، وحذرت من أن معاداة الإسلام في الحزب "ليست مشكلة أفراد، وإنما هي معضلة مؤسساتية".


 

وكان رئيس المجلس الإسلامي البريطاني، هارون خان، قد بعث برسالة إلى مدير الحزب الحالي، براندون لويس، يطالب فيها بلجنة تحقيق جدية في انتشار العداء للإسلام في الحزب الحاكم. 

وذكر خان في رسالته حوادث جرت في شهرين تشمل أعضاء من الحزب، إذ وصف عضو في أحد المجالس البلدية المسلمين بأنهم "طفيليات"، بينما وضع سياسي آخر صورة لقطع لحم خنزير على مقبض باب منزل وكتب تحتها "احم منزلك من الإرهاب". 

كذلك توجه خان بالسؤال إلى براندون عن السبب وراء عدم التعامل مع بوب بلاكمان، النائب عن منطقة هارو إيست، بعد أن أعاد نشر تغريدات معادية للإسلام نشرها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، وهو من مؤسسي رابطة الدفاع الإنكليزية، عدا عن استضافته المتطرف الهندوسي المعادي للمسلمين تابان غوش في البرلمان خلال زيارته إلى بريطانيا. 

وكان بلاكمان قد حذف تغريدة روبسون، وقال إنه أعاد نشرها عن طريق الخطأ، كما نفى دعوته غوش إلى الحديث في البرلمان، مدعياً أن منظمة أخرى توجهت بدعوة اليميني الهندي المتطرف إلى البرلمان من دون علمه، غير أن المجلس الإسلامي قال إن هاتين الحالتين ليستا الوحيدتين في تصرفات بلاكمان، "هذه الحالة الخامسة من سلسلة من الأفعال المثيرة للاستفهام من قبل بوب بلاكمان، الذي يشكّل حالة اختبار لمدى جدية حزب المحافظين". 

وطالب خان الحزب بنشر الحوادث التي تم التعامل معها، متبعاً ذلك بضرورة تبني الحزب "لبرنامج تعليم وتدريب ضد معاداة الإسلام".

وتؤيد وارسي مطالب المجلس الإسلامي، مضيفة أنه "من المعيب أن ينتظر الحزب انتشار الأمر إلى العلن ليبدأ بأخذه على محمل الجد، ما أريد أن أراه أن يقوم الناس في الحزب بداية بالتوقف عن نفي وجود المشكلة، ومن ثم الإقرار بمدى انتشارها، وبعد ذلك يتم وضع خارطة طريق لكيفية التعامل معها"، وفق ما قالت لشبكة "سكاي نيوز".

وأضافت: "في كل مرة يتم نقاش الموضوع يبدو أننا نقول "نعم نأخذ هذه الأمور جدياً"، ومن ثم نهز أكتافنا ونتابع كأن شيئاً لم يكن". 

وترى وارسي أن "المشكلة أكبر من عدد من الأفراد"، مستشهدة بالحملة المعادية للمسلمين التي قادها زاك غولدسميث، مرشح حزب المحافظين لمنصب عمدة لندن عام 2016، التي خسرها لمصلحة صادق خان، مرشح حزب العمال. 

ويضم حزب المحافظين في عضويته العديد من البريطانيين المسلمين الذين يؤمنون بقيم الحزب، ومنهم وزير الداخلية ساجد جاويد، إلا أن تنامي العنصرية في السنوات الأخيرة، وخاصة في ظل الانقسام حول الهجرة وتصويت بريكست، ألقى بظلاله على دعم المسلمين البريطانيين لحزب المحافظين. 

وبينما نال الحزب في انتخابات عام 2015 نحو ربع أصوات المسلمين، مقابل 64 في المائة لمصلحة حزب العمال، نشرت جامعة مانشستر تحليلاً حول حصة حزب المحافظين من أصواتهم في انتخابات عام 2017، لتجد بأنها تهاوت إلى 11 في المائة فقط، وهي معضلة كبيرة لحزب يصف نفسه بأنه يستقطب الأعمال الصغيرة والمستثمرين، حيث تنشط أعداد كبيرة من المسلمين البريطانيين. 

وفي معرض رده على الرسالة التي بعث بها المجلس البريطاني، قال متحدث باسم حزب المحافظين: "نأخذ كافة الحوادث على محمل الجد، ولذلك نقوم بتعليق عضوية جميع من يتصرفون بشكل غير لائق، ونباشر تحقيقات فورية".

دلالات