بروسيا دورتموند..تكتيك أفضل مع توخيل وعين على لقب قريب

27 فبراير 2016
نجوم بروسيا دورتموند يسيرون بخطى ثابتة بدوري أوروبا(Getty/العربي الجديد)
+ الخط -


تفوّق بروسيا دورتموند بجدارة على بورتو في بداية إقصائيات الدوري الأوروبي، واستعاد أسود فيستفالين الهيبة الأوروبية من جديد، بعد فترة من الغياب نتيجة سوء النتائج محليا وأوروبيا، لكن الصعود على حساب تنين دراجاو، ومقابلة توتنهام في الدور القادم، ليكون الفريق الألماني على موعد مع تحد من نوع آخر في الطريق إلى الأدوار الحاسمة.

تأثير توخيل
يحتل دورتموند المركز الثاني في الدوري الألماني برصيد 51 نقطة من 22 مباراة، رقم أكبر تقريبا من كل ما جمعه بالموسم الماضي مع يورغن كلوب، ليظهر تأثير الوافد الجديد توماس توخيل، المدرب الشاب صاحب الفكر الهجومي والأداء المباشر تجاه المرمى، والرجل الذي راهن عليه الجميع في ملعب سيغنال أيدونا بارك.

يتساوى رصيد دورتموند كمثال مع آرسنال وتوتنهام بالدوري الإنجليزي، رغم أن فرق لندن لعبت مباريات أكثر. ومع الفروقات بين مختلف الدوريات، فإن فريق توخيل قدم كرة هجومية جيدة، ولولا وجود مارد بقيمة وحجم البافاري، لحصل بروسيا على لقب الدوري الألماني هذا الموسم، ويكفيه حقا حتى هذه اللحظة منافسته لكتيبة غوارديولا، وجعله الموسم يطول نوعا ما، بدلا من حسمه كالعادة في بدايات أو منتصف شهر مارس/ آذار.

يلعب دورتموند بكثاقة هجومية واضحة، يسجل أهدافاً بالجملة، يستحوذ باستمرار على الكرة، لا يتركها بسهولة، مع تمركز متواصل في منطقة الوسط، من خلال تناقل الكرات والتحركات المستمرة بالكرة ومن دونها، لذلك يحافظ على متوسط استحواذ يصل إلى 57% خلال هذا الموسم، ما يعني باختصار أن توخيل رجل يريد السيطرة على مجريات اللعب، ولا يعتمد فقط على الضغط والمرتدات كسلفه كلوب.

ثنائية مميّزة



انتشرت في بدايات اللعبة أكثر من خطة هجومية، أشهرها رسم الهرم 2-3-5، ويبدو أن توخيل يسير على نهج السابقين، من خلال الدفع بأكبر عدد ممكن من لاعبيه إلى منتصف ملعب المنافس، من أجل انتشار أفضل وسيطرة مطلقة على كافة الفراغات، لذلك في معظم مباريات بروسيا، يتقدم الظهيران إلى الأمام، لتُصنع الفرص بل تُسجل الأهداف كما يفعل جينتر في أكثر من لقاء.

في حالات الاستحواذ، يعود دائما لاعب الارتكاز إلى الخلف عدة خطوات، من أجل فتح الملعب عرضيا، وتسهيل المجال أمام الظهيرين للانطلاق إلى الأمام، مع مزيد من الحركة لصنّاع اللعب على مقربة من الهداف أوباميانغ. ورغم أن الفهد الأفريقي يسجل أهدافاً بالجملة، إلا أن هناك ثنائياً آخر يُهندس معظم هجمات الفريق.

ثنائية "فيجل - جوندوجان" هي الأفضل بكل تأكيد، من خلال الشاب الصغير الذي يلعب كارتكاز أول، يمرر بسهولة، يتحرك بذكاء، ويملأ الفراغات وقت الحاجة، برفقة زميله الممرر الهادئ الأقرب إلى دور صانع اللعب من الخلف، ومن خلال هذا الثنائي، يحصل رويس وكاغاوا على مساحات أشمل، تساعدهما على إيصال أوبا إلى المرمى.

الحلم الأوروبي
إذا كان الدوري الألماني لا يزال بعيداً نتيجة قوة بايرن ميونخ، فإن الدوري الأوروبي هي البطولة الأهم هذا الموسم لفريق بروسيا دورتموند، خصوصا أن كتيبة توخيل تسير بخطى ثابتة نحو النهائي، مع أداء مميّز وأهداف أنيقة، وفي حالة تخطي عقبة توتنهام بالدور المقبل، فإن كل الطرق ستؤدي إلى نجاح مضاعف.

تبدو القرعة صعبة من الوهلة الأولى، لكن مسألة وقوع اليونايتد مع ليفربول ستخدم معظم الفرق الشابة، لأن الثنائي الإنجليزي العريق سيُرهق نفسه بنفسه، من خلال معادلة بسيطة وسهلة، الخاسر مفقود بينما الفائز مولود، مع مزيد من الإصابات والإرهاق في الأدوار المقبلة، خصوصا عندما يلعب هذا الفريق في بطولة طويلة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

لا ينافس دورتموند بجدية، في حالة اجتياز عقبة توتنهام، إلا الفرق الإسبانية، إشبيلية وفياريال والبقية، لكن ما يملكه توخيل من طموح مشروع يساعده على تحويل أفكاره التكتيكية الجريئة إلى واقع ملموس داخل الملعب، في انتظار مباريات أجمل بالبطولة الثانية في القارة العجوز.

لمتابعة الكاتب

المساهمون