وفي السياق، قلّل أبو ابتسام، وهو ولي أمر أحد الطلاب في محافظة المحويت، من جدوى مثل هذا النشاط، متهما منظمة الغذاء بتبديد الأموال التي تقدم لها بهدف تقديمها لليمنيين على شكل مساعدات.
وتساءل أبو ابتسام عبر "العربي الجديد" عن جدوى هذا النوع من المساعدات "وهم لا يتلقون أي تعليم أصلا بسبب تغيب المدرسين، نظرا لعدم توفر المرتبات منذ أكثر من سنتين"، مشيرا إلى أن وجبة البسكويت لا يمكن أن تشبع الطلاب الذين يذهب كثير منهم إلى المدرسة دون إفطار. وأضاف "الأفضل أن يقدموا مساعدات غذائية لأسرهم كما كان برنامج التغذية المدرسية يفعل خلال السنوات الماضية لتحسين غذاء الطلاب وتشجيع أولياء أمورهم على إرسالهم للمدارس".
وأضاف: "تحصل المنظمات على أموال طائلة لتقديم المساعدات للشعب اليمني، ومن المعيب أن يتم توزيع البسكويت للطلاب بدلا عن الخبز والمواد الغذائية الأخرى. هذا استهتار بمعاناتنا".
من جانبه، أكد مصدر تربوي في وزارة التربية والتعليم في صنعاء بأن مثل هذه المساعدات لا تلبي أدنى احتياجات الطلاب ولا تساعد العملية التعليمية في شيء. وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، بأن هذه العملية فيها استهتار واستخفاف بعقول اليمنيين، "فالناس يبحثون عن القوت الضروري ومئات الدولارات تنفق على البسكويت الذي يوزع لعدد محدود من المدارس في المحافظات المستهدفة". متسائلا: وما هي المشكلة التي سيحلها البسكويت؟".
وسخر المصدر من قيام التغذية المدرسية بالتنسيق مع منظمة الغذاء العالمي "بعمل دورات تدريبية لعشرات الموظفين في وزارة التربية والتعليم بهدف تدريبهم على آلية توزيع البسكويت على الطلاب". لافتا إلى أن مثل هذه الأنشطة هدفها صرف المبالغ الطائلة التي تحصل عليها المنظمات لمساعدة اليمنيين.
واختتم المصدر حديثه لـ"العربي الجديد": "يقول المسؤولون عن هذا البرنامج إنه يهدف إلى تشجيع الطلاب بأن يذهبوا للمدارس. بذمتكم.. شعب يطحنه الغلاء والحرب ويمثل أمامه شبح المجاعة والموت، وبعض المنظمات الدولية تدعم الطالب ببسكويت، في الوقت الذي لا يجد فيه المدرسون ما يأكلونه ولا يذهبون للمدارس؟".
على النقيض تماما، رحب ولي الأمر عدنان شرف بمثل هذا النوع من المساعدات. مشيرا إلى أن البسكويت يحتوي على التمر وهو يزيد من طاقة الطلاب وقدرة استيعابهم.
وأضاف شرف في تصريح لـ"العربي الجديد" بأن أوضاع اليمنيين المعيشية صعبة للغاية جراء الحرب، وأي نوع من المساعدات يكون مفيدا في هذه المرحلة.
بدوره قال مصدر طبي بأن البسكويت مصنوع في اليمن وهدفه زيادة الطاقة لدى الطلاب وتشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة.
وأوضح المصدر الطبي الذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، بأن البسكويت "مضاف إليه فيتامينات ومعادن وعالي الطاقة بحسب ما هو مكتوب في غطاء البسكويت وقد يكون هذا الأمر مفيدا للطلاب في حال كان المصنع الذي ينتج هذا البسكويت خاضعا لرقابة مشددة بحيث لا تكون محتوياته مضرة بالطالب". لافتا إلى أن الحرب أضعفت الرقابة الصحية في اليمن، "وظهرت مصانع تقليدية لا تلتزم بأي ضوابط صحية وبيئة".
وكان مشروع التغذية المدرسية الخاضع لإشراف وزارة التربية والتعليم التي يسيطر عليها الحوثيين، قد دشن عملية توزيع البسكويت على بعض المدارس الأساسية والثانوية في عشر محافظات تشمل أمانة العاصمة وتعز وصعدة وحجة والمحويت وصنعاء وإب والحديدة وذمار وعمران، بحسب الموقع الإلكتروني للبرنامج وهي المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.