برلمان الأخطاء اللغوية

13 يناير 2016
نذير طنبولي / مصر
+ الخط -

لم تعُد الأخطاء اللغوية التي يرتكبها رئيس البرلمان علي عبد العال والوكيلان محمود الشريف وسليمان وهدان، أثناء إلقائهم خطاباتهم، مادّةً للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب؛ بل صارت تثير انتقادات المختصّين الذين يرون في تدنّي المستوى اللغوي لعدد من المسؤولين المصريين مؤشّراً على تدنٍّ عام، داعين إلى تخصيص معلّم للغة العربية داخل "مجلس الشعب".

يؤكّد لغويون بأن إتقان نوّاب البرلمان ومسؤوليه العربية ليست مسألةً ثانوية، إذ من المفترض – حسبهم – أن يتمكّن أعضاء "مجلس الشعب"، على الأقلّ، من استخدام لغة سليمة، خصوصاً خلال الاستجوابات.

في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يرى الخبير التربوي كمال مغيث أنه "من غير اللائق أن يرتكب رئيس البرلمان أخطاء لغوية أثناء مخاطبة الشعب"، مضيفاً أن على النائب غير المتمكّن أن يقرأ خطابه أكثر من مرّة بالتعاون مع أستاذ في اللغة العربية، ليتجنّب الوقوع في الأخطاء التي صارت تتكرّر بشكل لافت.

يضيف: "لن ننتظر من النوّاب أن يتحدّثوا بعربية سليمة، إن كان رئيس البرلمان نفسه لا يتقنها"، مشيراً إلى أن الأخطاء الشائعة لدى المسؤولين حالياً نابعة من اعتمادهم على العامية في حياتهم اليومية، ما يجعل من قدرتهم على التحدّث بالفصحى مهمّةً صعبة.

يلاحظ مغيث أن النواب لا يلتزمون حتى بأبسط قواعد اللغة، إضافة إلى ارتكابهم أخطاء في قراءة آياتٍ من القرآن، ولا يُخفي دهشته من أن هؤلاء كانوا مسؤولين على صياغة الدستور، وعلى رأسهم رئيس البرلمان. وهنا، يتساءل عن مدى كفاءتهم ليكونوا قادة ومسؤولين في البلاد.

من جهته، يرى أستاذ المناهج في كلية التربية في جامعة عين شمس، حسن شحاتة، أنه "من العيب أن يجهل نوّاب البرلمان ووكيلاه ورئيسُه قواعد العربية، اللغة الرسمية في مصر"، محذّراً من التعامل بـ "استهتار" معها: "كيف سيحترم المواطن البسيط لغته، وهو يرى مسؤوليه وممثّليه يهينونها يومياً على الفضائيات؟".

برأي شحاتة، فإن على أي مسؤول أن يُحضّر كلمته بشكل جاد، ويشكلها تشكيلاً وإعراباً قبل إلقائها، وأن يتمّ تعيين مختصين لهذا الأمر، فضلاً عن وضع برامج إرشادية وتثقيفية متعلّقة بالنحو لنواب البرلمان.

يورد المتحدّث جملةً من الأمثلة على الأخطاء التي سمعها، منها خطأ وكيل البرلمان، سليمان وهدان، أثناء قراءته للآية القرآنية: "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً"؛ حيث نطق كلمة تزغ بشكل خاطئ.

ويشير شحاتة إلى بعض أخطاء الوكيل الثاني، محمود الشريف، الذي تلعثم خلال قراءته الآية: "لا يكلّف الله"؛ إذ كرّرها ثلاث مرات بفتح الهاء، ما دفع بعض النواب إلى تصحيح خطئه. كما وقع رئيس البرلمان في أكثر من خطأ لغوي خلال كلمته، وبدا في حديثه أنه لا يُعطي قواعد اللغة العربية أي اهتمام، وفق قوله.

أما أستاذ البلاغة والنقد المقارن في جامعة القاهرة، أحمد درويش، فعبّر عن استيائه من من الأخطاء التي ترد في بيانات وخطابات أعضاء البرلمان، خصوصاً رئيسه. وتساءل: "هل هذا هو مستوى رئيس برلمان مصر في اللغة العربية؟ ماذا لو ارتجل كلمة ولم يقرأها من ورقة مكتوبة؟".

المساهمون