واعتبر الناشطون أنه كان حريّاً بالنائبة أن تركز على أمور أهمّ وتصبّ في مصلحة العراق، كأن تخرج في تظاهرات ضد الفساد أو تراكم النفايات، أو تردي الواقع الصحي والتعليمي أو حتى قمع المتظاهرين أنفسهم منذ أربعة أشهر بدلاً من التظاهر ضد محلات بيع الخمور.
وفي تصريحات مسجلة للجميلي نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية، توعدت فيها بـ"تظاهرات حاشدة" لإغلاق محال بيع الخمور في بغداد، وظهرت بالفيديو وسط مجموعة أشخاص، وهي تقف أمام أصحاب محلات بيع الخمور في منطقة الدورة (جنوبي بغداد)، وقالت إنها ستحشد لـ"تظاهرة جماهيرية يخرج الشارع العراقي كله فيها، لإغلاق المحلات ومنع نشاطها"، مؤكدة أنها "ستقيم دعوى قضائية لإغلاقها".
وأشارت الى أنها "تعبّر عن صوت الشعب وهي ممثلة عنه، وأنها وفقاً للدستور تعبّر عن 100 ألف صوت من أصوات الشعب".
Facebook Post |
مسؤول في أمانة العاصمة قال لـ"العربي الجديد"، إن محلات الخمور مرخصة جميعها، مضيفاً أن دعوة النائبة تأتي ضمن حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، فالعراق بلد متعدد الأديان والمذاهب، ومحاولة فرض الرأي بهذا الشكل ستحوّل البلاد إلى لون واحد باهت"، على حد وصفه. فيما اعتبر الناشط المدني علي كامل، أن خطوة النائبة كان يجب أن تطلقها ضد المدارس والمستشفيات التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب في بغداد، أو ضد الشوارع الطافحة بالمياه الآسنة.
حراك النائبة قوبل بردود مختلفة من ناشطين، استغربوا لجوءها وغيرها إلى التلويح بالشارع العراقي لتحقيق ما يريدونه. وقال الناشط عدنان الغراوي، إن "الشارع العراقي لا يمكن تحريكه وفقاً للأهواء، لقد حاول كثير من السياسيين ذلك لتحقيق أهدافهم، لكنهم فشلوا. الشارع العراقي يخرج لأهداف أسمى من ذلك، وهذا ما نراه في ساحات التظاهر الآن، والاحتجاجات المستمرة المطالبة بالتغيير وتلبية مطالب الشعب".
وأضاف لـ"العربي الجديد": "إذا أرادت الجميلي إغلاق المحال، فعليها أن تلجأ إلى القضاء ولا تدّعي قدرتها على تحريك الشارع، وإذا أصرت على ذلك فعليها أن تحاول، إذ لا أحد سيخرج معها وستجد نفسها وحيدة في تلك التظاهرات".
الفيديو قوبل بردود فعل وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتقدت صفحة الأعظمية نيوز، المهتمة بالأخبار العراقية، حراك الجميلي، وأكدت أن "النائبة وحدة الجميلي تقود نحو خمسين شخصاً بعنوان (تظاهرة) في شارع ستين بمنطقة الدورة، وتطالب بإغلاق محلات بيع المشروبات الكحولية"، مؤكدة أن "الجميلي خاطبت أصحاب المحلات بأن شارع ستين ليس البتاوين".
Facebook Post |
Facebook Post |
فيما علّق الناشط أحمد الدليمي، في تغريدة له، قائلاً إن "منطقة الدورة من قديم الزمن فيها محلات الشرب بكل فرع، الآن بعد هذا العمر كلة تجي وحدة الجميلي وتتحدث عن تظاهرات ضد محلات الشرب، يا عمي بطلوا مو كرهتونا بالدين وطلعتوا الناس من طورها، كل يوم طالعلنا واحد يعنفص براسنا".
Twitter Post
|
بدورهم، انتقد أصحاب محلات بيع الخمور، محاولة النائبة إغلاق محالهم، مؤكدين أن لديهم رخصاً من هيئة السياحة بفتحها، وعلى من يريد إغلاقها أن يلجأ إلى القانون، وليس إلى القوة والتهديد. وقال حسام حامد، وهو صاحب محل لبيع الخمور: "من حق القضاء أن يغلق محالنا إذا وجدها مخالفة للتعليمات، لكن ليس من حق الجميلي أو غيرها ذلك".
ودعا المتحدث الجميلي إلى "حصر تحركها باتجاه المحال غير المرخصة فقط، وأن يكون حراكها قانونياً، وليس تهديداً بالشارع وما إلى ذلك".