برقيات إضافية من وحل ما حدث

01 اغسطس 2018
+ الخط -
فقاعات
- مدهشة ألوان الصورة التي يعكسها الضوء على فقّاعة صابون، لكنها تتبدّد إن حاولت اختبار حقيقتها، وتصير لا شيء في لمح البصر.
- يضيء النجم من تلقاء نفسه، لينشر أشعته على الملأ، وتستغل الفقاعة كل ضوءٍ في محيطها، لتعكس صور ليست لها. هو لا ينطفئ وهي تتلاشى بمجرد لمسها.
- قد يخسر الذي يلعب أفضل، ويربح الأقل إبداعاً. ذاك درسٌ ما فتئ يتكرّر، منذ الأزل، وسيظل إلى الأبد، لا في كرة القدم فحسب، بل في الحياة، على اختلاف ملاعبها.
- سؤال برسم كاتب مخضرم: إلى أي حد يكون القلم حرّاً، حين يمتنع صاحبه عن الكتابة، خضوعاً لرغبة السلطان، ثم يعود إليها بفرمان منه، شاكراً فضله؟

حشرات
- منحت وسائل الإعلام الجديد منابر ومساحات تعبيرٍ متساوية للمصلحين والمفسدين، الأبرياء والمجرمين، المفكرين والجاهلين، فظنَّ الذباب أنه نظيرُ النحل، وأن ردّه على الأفكار بالرذائل حرية تعبير.
- يضعون الضفادع على الأغصان، وينتظرون منها أن تغرّد، فتقفز من فورها إلى المستنقع، ثم يعلو النقيق.. ويطربون.
- ينبت للنملة، في بعض الأحيان، جناحان، فتقلع من بين صحبها لتعلو، وإذ تظن نفسها تطير، تتجلى حكمة الخالق في سوقها سريعاً إلى أفواه العصافير.
- قالت ذبابةٌ لصقر: كلانا من الطيور، لكن عيبك أنك تُحَلِّق في العُلى، فلا ترى ما أرى وأنا أطير في الحضيض.
- في حلكة الليل تطغى أصوات الهوام على زقزقة الطيور، لكنها تخرس فجراً، بمجرد أن تصدح موسيقى الحقول.

أدعية
- الدعاء لوليّ الأمر تَقَرُبٌ إلى الله، يقول الداعية، في ورع، وخشوع، ليتقّرّب إلى ولي الأمر.
- ما عاد أمام الرعية غير الدعاء على الأعداء، سراً، في صلواتهم، بعدما حظر ولاة الأمر هذا الفعل في خطب المساجد، كي لا يُعَطِّل جنوحهم للسلام تأسيّاً بصلح الحديبية.

قمعيات
- لو كان الطاغية عاقراً، لما احتجنا غير التخلص منه شخصياً، لتستعيد أوطاننا عافيتها، بيد أنه تناسل بغزارة، أو لعلّه استنسخ نفسه، لتمترس أشباهُه من الطغاة الصغار، بالألوف، عند كل عتبات المستقبل.
- أشنع ممارسات القمع المنظم في تاريخ الدكتاتوريات هي التي ارتكبها طغاةٌ لم يكفّوا يوماً عن التغني بأجمل شعارات الحرية.

جهالات
- التخوينيون معادلٌ يساري للتكفيريين، تتصادف مع فاجرٍ منهم، فيتهمك بخيانة الوطن والأمة والفكرة، لأنك تعاطفت مع ضحيةٍ ضد سفاحٍ يجلسون في حضنه.
- أن تضرم النار في بيت جارك، فهذا فعلٌ يقدر عليه الأطفال قبل سن السابعة، وإذا أنت اقترفته، بعدما لانت لك السلطة، وجلست على كرسي الحكم، فلأنك مثلهم تجهل خطر تَمَدُد الحريق إلى قصرك، وغرفة نومك.
- البوصلة في السياسة غيرها في الجغرافيا، وهي ليست وسيلة تحديد اتجاهاتٍ بقدر كونها عقيدة دفاعٍ عن قيم الحرية والعدل والكرامة الإنسانية. لذلك صار في وسعها أن تؤشّر إلى المظالم المروّعة التي تشهدها بلدان، كسورية واليمن والعراق، من دون أن تحيد عن فلسطين، بلاد المظلمة التاريخية الكبرى في تاريخ العرب المعاصر.

اختبارات
- ساقٌ واحدة وقلبٌ سليم يكفيان المرءَ كي يحمل الدنيا كلها على كتفيه، ويمشي.
- كلام الطائرات الورقية: شاهد لترفع رأسك، أو ارفع رأسك، إن جرؤت، لتشاهد شيئاً آخر سوى الأحذية.
- ميت أنت، لا نائم، إن تلقيت الصفعة ولم تستيقظ.

حسرة أخيرة
لو كان لي أن أختار بديلا من قلبي، لاخترت قنفذاً صغيراً، وأقطعته هذا التجويف في صدري، وأنا مطمئنٌ إلى قدرته على أن يستشعر قرب هبوب العواصف، وأن يشُمّ رائحة الأعداء، وأن يتكوّر على نفسه في لحظات اشتداد الخطر، ليردع بأشواكه شرّ الأفاعي.
EA99C928-BF02-4C77-80D6-9BE56F332FDE
ماجد عبد الهادي

صحفي وكاتب فلسطيني