دمّرت الدكتورة كارين ميشيلز، من كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة هارفارد، الأسطورة الشعبية لزيت جوز الهند، ووصفته "بالسم النقي"، في محاضرة استغرقت 50 دقيقة في ألمانيا، الشهر الماضي.
وذكرت الدكتورة ميشيلز، التي تشغل أيضًا منصب مديرة معهد الوقاية وعلم الأوبئة والأورام في جامعة فرايبورغ الألمانية، أن زيت جوز الهند "أحد أسوأ الأطعمة التي يمكنك تناولها"، بسبب التأثير الضار للأحماض الدهنية المشبعة التي يتكون منها، مثيرة قلق الآلاف من مستهلكي هذا الزيت اللذيذ، ممن شاهدوا محاضرتها على الإنترنت.
وسلّط موقع "بزنس إنسايدر" بالنسخة الألمانية، الضوء على المحاضرة التي حملت عنوان "زيت جوز الهند وأخطاء غذائية أخرى" وترجمها إلى اللغة الإنكليزية، أمس الثلاثاء، بعد أن حصدت أكثر من 900 ألف مشاهدة منذ نشرها على "يوتيوب" بتاريخ 10 يوليو/تموز من الشهر الماضي، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
وكان زيت جوز الهند قد حقق شعبية كبيرة في السنوات الماضية وارتبط اسمه بالعديد من الفوائد الصحية، على الرغم من عدم وجود دراسات علمية مؤكدة تشير إلى ذلك، حيث أظهر استطلاع للرأي عام 2016 أن 70% من الأميركيين يعتقدون أنه من أكثر الزيوت فائدة، في حين حثت جمعية القلب الأميركية الناس على التقليل من استهلاكه.
وأكدت الدكتورة ميشيلز أن زيت جوز الهند أكثر خطورة من شحم الخنزير (كان شائعًا في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تثبت أضراره الشديدة على الصحة)، لأن الأحماض الدهنية المشبعة فيه قد تسد الشرايين التاجية، ويمكن التعرف على وجودها فيه وفي أنواع الزيوت المختلفة ببقائها صلبة في درجة حرارة الغرفة.
وبدأت مبيعات زيت جوز الهند بالارتفاع، في العقد الأول من القرن الـ21، إثر دراستين أجرتهما جامعة كولومبيا وتوصلت بهما إلى أن المتطوعين الذين تغذّوا على نظام غذائي يعتمد على الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة (موجودة في زيت جوز الهند) أظهروا معدل حرق دهون أعلى من المعتاد.
وافترض الناس تلقائيًا أن زيت جوز الهند، الكأس المقدسة لحرق الدهون، بمجرد ظهور نتائج الدراستين، وارتفعت نسبة مبيعاته، على الرغم من عدم وجود دراسة طبية واحدة تؤكد ذلك، بالإضافة إلى أنه يحتوي 14% فقط من الدهون متوسطة السلسلة التي أطعمت بنسبة 100% للمشاركين في الدراستين السابقتين.
ويوصي خبراء التغذية اليوم باستبدال زيت جوز الهند بزيوت صحية غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون أو زيت بذور اللفت للاستخدام على البارد، أو زيت بذور الكتان الغني بأحماض أوميغا-3 للطهي.