برامج "التميز والاستحقاق"... أمل طلاب المغرب الفقراء

05 اغسطس 2015
طلاب المستفيدين من منح المؤسسة المغربية للطالب (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يعد التفوّق الدراسي كافياً لإتمام التعليم العالي وتسلّق مراتب الرقي العلمي والاجتماعي، بل أصبحت الإمكانات المادية، والدعم التربوي والنفسي المستمر، عوامل أساسية لضمان عدم تسرّب المتفوّقين من المعاهد والجامعات بسبب هشاشة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

في المغرب ومنذ العام 2001، أخذت "المؤسسة المغربية للطالب" وهي هيئة مدنية مستقلة، على عاتقها البحث عن الطلاب المتفوقين دراسياً، لكن ظروف الحياة تحرمهم من ولوج كبريات المعاهد والمؤسسات التعليمية، التي يستحقون الجلوس فوق مقاعدها.

ويقول رئيس "المؤسسة المغربية للطالب" حميد لفضيل لـ "العربي الجديد"، إن المؤسسة ومنذ نشأتها تواكب أكثر من 1000 شابة وشاب وتدعمهم لإتمام دراستهم العليا، وتمكّن، حتى الموسم الدراسي المنصرم، 250 مستفيداً من الحصول على شهاداتهم الدراسية والاندماج في سوق الشغل في أفضل الظروف.

وعن نوعية الفئات المستهدفة من برامج "التميز والاستحقاق"، يوضح لفضيل، أنهم من التلامذة الحاصلين على البكالوريا بمعدلات جيدة، بل منهم من يحصل على ميزة حسن جداً وممتاز، لكن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية لا تسمح لهم بولوج مجموعة من المعاهد والجامعات، نظراً لغلاء أقساط التسجيل والمراجع المعتمدة في التخصصات التي تلائمهم، بالإضافة إلى مصاريف الإقامة والنقل والطعام على طول العام الدراسي. ويضيف لفضيل، أن المؤسسة تتابع كل سنة مسارات تلامذة ينحدرون من دور الرعاية الاجتماعية والأيتام، بالإضافة إلى القادمين من مناطق نائية بالمغرب، حيث ارتفع عدد المستفيدين هذه السنة بـ 35%، بعد أن اقتنعت مجموعة من المؤسسات والشركات الاقتصادية المغربية الخاصة والعامة بضرورة دعم هذه المبادرة.

ولم تكن أنشطة "المؤسسة المغربية للطالب" معروفة لدى عموم المغاربة لوقت قريب، حتى قررت أخيراً، اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع منح لأكثر من 24 طالباً يتيماً، طرقوا باب المؤسسة دون أن يكونوا مدمجين في برنامجها السنوي، ما دفع القيمين عليها إلى إطلاق وسم على موقعي "فيسبوك" وتويتر"، يحمل عنوان"#100_درهم_باش_يقراو" (100 درهم من أجل تدريسهم)، يدعون فيه الأفراد للمساهمة في جمع قيمة المنح عبر التبرع بشكل مباشر، بمبلغ قدره حوالي 10 دولارات، وتمكنت الحملة من جمع 600 ألف درهم (قرابة 61138 دولاراً) في أقل من ثلاثة أيام، وذلك حسب رئيس المؤسسة بفضل مساندة مجموعة من الشركات المغربية.

من جهته يقول المدير التنفيذي للمؤسسة مهدي بوزيان، إن برامج "التميز والاستحقاق" مبادرة مهمة جداً، ويجب دعمها والتسويق لها لدى مختلف فئات المجتمع، وفي مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذا اللجوء إلى هذه الأخيرة من أجل التعريف بطلاب في حاجة، برغم تفوقهم الدراسي الممتاز والحسن جداً، إلى منح تساعدهم على الاستمرار في مسيرتهم الدراسية، والحصول على شهادات يستحقونها بفضل مجهودهم.

ويضيف بوزيان لـ "العربي الجديد"، أن تفاعل المغاربة والمؤسسات كان مهماً جداً وسخياً لفائدة دعم هؤلاء الطلاب، الذين لم يكن لهم أمل في ولوج ما قطعوا أشواطاً صعبة لأجله، دون مساهمة الجميع في تمويل ذلك.

وتطمح المؤسسة وفق بوزيان إلى "إقناع شركاء آخرين للانضمام إلى سلسلة التضامن، كما نأمل أن نُبل قضيتنا ووضوح مشروعنا والكفاءة المهنية لإدارتنا وصرامة نهجنا، ستشجع شركات مواطنة أخرى لتساهم إلى جانبنا في جعل التكوين المعيار الأساسي لتقييم شباب بلدنا".

واستطاعت "المؤسسة المغربية للطالب" في الأشهر القليلة الماضية توقيع اتفاقيات عدة مع شركات مواطنة، بحيث يفوق اليوم عدد شركاء المؤسسة الخمسين شريكاً من المؤسسات وأكتر من 100 مدرسة ومعهد.

ومن بين الطلاب المستفيدين هذه السنة استفاد ما يقارب 100 طالب وطالبة من منحة التميز التي تمنحها كل من "مؤسسة الأعمال الاجتماعية للمكتب الشريف للفوسفاط" ومؤسسة "فوس-بوكراع"، في إطار برنامجين ممولين بالكامل من طرف هاتين المؤسستين والموجهة إلى التلامذة الحاصلين على شهادة البكالوريا الأكثر استحقاقاً، والمنحدرين من أوساط اجتماعية هشة أو معوزة بالأقاليم والمناطق التي تنشط فيها "مجموعة شركات المكتب الشريف للفوسفاط"، بالإضافة إلى جهات وأقاليم أخرى من المملكة. ومن جهة أخرى، استفاد 8 طلاب وطالبات من برنامج منحة الاستحقاق الممول بشراكة مع "وكالة التنمية للجهة الشرقية" لمتابعة دراساتهم العليا، والموجه للتلامذة المنحدرين من هذه الأقاليم.
المساهمون