براءة "قديس الشرعية".. صفحة رامي بيضاء!

15 فبراير 2015
+ الخط -
"وانتصرت إرادة الثائر رغم قيده، وأجبر السجان على إعطائه مفتاحه"، بهذه الكلمات عبّر أحد الناشطين عن قصة رامي جان بعد براءته، فالناشط ومؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، صمد أمام التعذيب والترهيب والترغيب والمعدة الخالية، ورفض التنازل عن موقفه، أو كما يقولون "بيع القضية" مقابل حريته.

وجاءت براءة رامي جان في يوم "عيد الحب"، لتنطلق عبارات الحب على الفضائيات الداعمة "للشرعية" ومواقع التواصل الاجتماعي، الذين أحبوا رامي لموقفه، سواء منهم من يعرفه شخصيًا ومن لا يعرفه. فالمسيحي الذي يؤيد رئيسًا من الإخوان المسلمين، ويتحمل السجن والتعذيب، ويصر على دعمه، مؤهل لحب الكثيرين.

صديق جان، الإعلامي سامي كمال الدين، كان أكثر الناس احتفالاً ببراءة رامي، ولقّبه بـ"قديس الشرعية"، واحتكر ردود الفعل عبر برنامجه على قناة "الشرق"، وعلق على البراءة بالقول: "بكره الثورة تقوم ما تخلي".

أما المحامي منتصر الزيات، عضو هيئة الدفاع عن جان، فأكد خلال مداخلة هاتفية، أن القضية التي اتهم بها رامي كانت ملفقة بشكل بيّن، وأنها سياسية بالأساس ولكنها أُلبست شكلاً جنائياً. واستبعد الزيات أن تقوم السلطات المصرية بتلفيق أي تهم أخرى لجان.

أما عضو هيئة الدفاع عن جان، المحامية بثينة القماش، فطالبت مؤيدي "الشرعية" بعدم اليأس، وبشّرتهم خلال مداخلة هاتفية بأن "هناك شرفاء كثيرين في مصر، ومنهم المستشار زكي العتريسي، رئيس الدائرة التي نظرت قضية جان وحكمت له بالبراءة".

ورغم الاعتقال، إلا أن حساب جان على "فيسبوك" لم يتوقف، وكان قد نوّه عن جلسة المحاكمة أمس السبت، وقال: "محاكمة جان العاشرة صباحًا، محكمة بنها في انتظاركم. الحكاية مش إخوان... الحكاية شعب اتهان"، وعقب حكم البراءة كُتب: "براءة رامي جان من كل التهم الموجهة إليه وخروجه من قسم العبور غدا (اليوم)".

وانطلقت التغريدات من الناشطين والإعلاميين والسياسيين المؤيدين لموقف رامي، لتهنئته بحريته، لا براءته، فالكل يعلم أنه بريء، وهذا ما عبّر عنه باسم خفاجي في تغريدته: "‏لم يكن رامي جان مدانًا أو متهما ليعلنوا اليوم براءته، المتهم والمدان هم هؤلاء المجرمون الذين اعتقلوه ظلمًا، أهنئه بالحرية وليس ببراءة من مجرمين". نفس المعنى قالته آيات العرابي عن رامي: "‏كلنا نعرف من هو الثوري الحر رامي جان، عشان كده مش هقول مبروك، لأننا عارفين من الأول إن التهمة ملفقة".

أما المحاضر فاضل سليمان، فاكتفى بالقول: "مبروك الحرية للحر رامي جان"، والناشطة صاحبة حساب "حلا المرابطة"، قالت: "‏الحمد لله على السلامة للحر رامي جان، هذا الرجل ضاعفوا له العذاب والتنكيل في السجن بأوامر من الكنيسة لتركيعه، وظل ثابتاً، الحمد لله على سلامتك".

أما المؤرخ محمد الجوادي، فلم ينسَ رامي من تغريداته، فقال: "‏رامي جان، من إخوان الإخوان، براءة، بدون وساطة المنجوس ولا المنحوس، أبشروا بالنصر والحرية، والاعتراف بالبراءة".

وعلل أحد الناشطين براءة رامي بقوله: "‏الداخلية تفرج عن رامي جان لتمتص الغضب القبطي، ولكن على ما يبدو لا بديل عن أبنائهم في ليبيا، مصر بتتكلم ثورة". واكتفى أستاذ السياسة الدولية بجامعة القاهرة، سيف عبد الفتاح بقوله: "ألف مبروك يا رامي على البراءة"، وهو نفس ما قاله الشاعر عبد الرحمن يوسف.

إحدى الناشطات ذكّرت بوالدة جان وأرجعت لها الفضل في تربيته، وقالت: "شكرا لهذه السيدة التي أنجبت رجلا في وقت عز فيه الرجال... الحرية للحر رامي جان". وسخر المحامي وعضو تحالف دعم الشرعية عمرو عبد الهادي قائلاً: "‏طالما رامي جان خرج براءة من تهمة تعاطي 20 جرام هيروين، يبقى أكيد الظابط اللي عمل المحضر هو اللي بيتعاطى المخدرات دي".​
المساهمون