بذاءة السلام

14 يونيو 2016
يرى نتنياهو أنه بالإمكان التفاوض حول المبادرة العربية(فرانس برس)
+ الخط -
لم يكن ترشُّح إسرائيل لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب، في الأمم المتحدة، الخبر البذيء الوحيد هذا الأسبوع، فقد تلاه تصريح أكثر بذاءة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، حول مبادرة السلام العربية.

فلم يكتف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالرفض الضمني للمبادرة منذ 2002، من خلال توسع النشاط الاستيطاني، ودعم المستوطنين، وشن أكثر من حرب على غزة، واستمرار حصارها، والاستمرار في كل السياسات العنصرية في الداخل، لترسيخ يهودية الدولة، بل أعلن أمام وزراء الليكود، أمس الإثنين، أن مبادرة السلام العربي "تحوي نقاطاً إيجابية، مثل استعداد الدول العربية للتوصل إلى سلام وتطبيع كامل مع إسرائيل".

لكنه أكد عدم قبوله بالنقاط السلبية في المبادرة، والتي لخّصها بـ"المطالبة بالانسحاب إلى حدود 1967، وتبادل الأراضي في الضفة الغربية، والانسحاب من الجولان، ومسألة اللاجئين". بكلمات أخرى، يرى نتنياهو أنه بالإمكان التفاوض حول المبادرة العربية، على أساس تطبيق الدول العربية التزامها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل عدم تنازل إسرائيل عن أي شيء! وهذا الرد البذيء هو امتداد لسياق المبادرة الذي لا يمكن إلا أن يُنتج رداً وقحاً كردّ نتنياهو. 

فالعرب يصرّون على "تجديد وضع مبادرة السلام على الطاولة" على الرغم من رفضها إسرائيلياً، منذ تبني جامعة الدولة العربية للمبادرة رسمياً عام 2002، بل منذ طرح ما يشابهها في مؤتمر فاس في المغرب عام 1981. كما أنّهم يصرّون على عرض السلام، على الرغم من عدم قدرتهم على التلويح بالحرب، بينما لا تلوّح إسرائيل بالحرب وحسب، بل تمارسها يومياً على الشعب الفلسطيني.

مبادرة السلام العربية مبنيّة على مغالطة هائلة، مفادها أن إسرائيل متلهّفة على تطبيع علاقتها مع العرب، وأنها بحاجة إلى التوصل إلى سلام دائم وشامل معهم، الأمر الذي لم يحدث عندما كان العرب أكثر خطورة، ومنخرطين في حروب مع الكيان الصهيوني، وملتفّين حول القضية الفلسطينية بقدر ما. فكيف يمكن أن يحدث الآن، والعرب يستجدون السلام مع "عدوهم التاريخي"، في الوقت الذي تنهار فيه دولهم، ويتقاتلون في ما بينهم؟
المساهمون