"حيث ينتهي الخوف، تبدأ الحياة"، يقول أوشو. قولٌ يحوي نقيضين، إذا ما قسناهما على حياتنا العمليّة، وإن لم يكونا كذلك كمصطلحين. والخوف المذكور هنا هو ذلك النوع من المشاعر الذي يُصيب جميع الناس في حياتهم اليومية، نتيجة حدث معين أو وجود "عدوّ" أو خسارة أو غير ذلك. وردة الفعل العفوية لحماية النفس من تلك المشاعر قد تكون بوضع اليد على جهة القلب، وكأننا نمسك بجسدنا ونحميه من سقطة متوقعة.
والخوف الذي يتكرّر كنتيجة لسبب معيّن، يتحوّل إلى سبب مباشر لتقوقعنا. وفي كل مرّة تقرر الابتعاد عن هذه الزاوية، يتراكم الخوف فوق بعضه بعضاً، ليحشرنا في زاوية أكثر ضيقاً. وإذا كان الخوف نتيجة خطر محدق أو عدو، عادة ما يكون الأخير بارعاً في تكريس مشاعر الخوف هذه. وتختلف أطباع البشر كما تختلف نسبة الخوف من شخص إلى آخر، حتى أنه يمكن القول إن شخصاً ما يخاف كثيراً، فيما آخر أكثر جرأة. وهذا جزء من طبيعة البشر، والتربية، والأحداث وغيرها. وكلّ منّا، إلى حدّ ما، يستطيع "تشخيص" أو تحديد صفات الآخر من خلال تصرفاته اليومية، ويجعله قادراً على التصرّف معه على هذا النحو.
بالتالي، يمكن استغلال أو الاستفادة من بعض الأحداث التي قد تدفع إلى الخوف، ليصبح جزءاً "مفاقماً" داخل الإنسان، من النوع الذي لا يرحم.
والخوف يغلب على الحياة، بل يجعل الحياة تحت رحمة سؤال: "ماذا لو؟"... لكن مثل مشاعر الحب التي يخفت وهجها أو يتغير شكلها مع الأيام، تخفت حدة الخوف أو يتغير شكله. وهذا طبيعي، من دون أن يكون قاعدة. وتحقّق أمر كهذا قد يبدو مربكاً للشخصية المعنية والمتلقين.
يقول العديد من الناشطين أو المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، إن أعداد النساء المعنفات أو جرائم قتل النساء لم تزدد بالضرورة، إنما باتت النساء أكثر جرأة للحديث عن الأمر، ما يعني تراجع الخوف. ولا يتعلق الأمر بقضايا النساء فحسب. لكن للنساء خاصية في بلادنا لأن المجتمع وبعض القوانين وضعاهن في خانة الأضعف.
اقــرأ أيضاً
في السويد، وهو البلد المثالي الذي كثيراً ما نلجأ إليه كمثال حين نتحدث عن الحقوق، لم يساوِ القانون بين المرأة والرجل فقط، بل أعطى بعض الامتيازات للنساء، فإذا تشاجر رجل وامرأة، ليست هي التي تغادر البيت بل الرجل. وهذا مثال بسيط. وعرضه لا يعني أنه الأكثر عدلاً بالضرورة، بقدر ما هو تأكيد على حماية المرأة من احتمالات قديمة ــ جديدة، بعيداً عن الاستثناءات.
على أيّ حال، فإن تحرّر الإنسان من الخوف لا يعني أنه رابح بالضرورة، بل ربّما تكون النتائج أكثر سوءاً. لكن يجب أن نبدأ الحياة، ليحيا من نحب، ونحيا معهم.
والخوف الذي يتكرّر كنتيجة لسبب معيّن، يتحوّل إلى سبب مباشر لتقوقعنا. وفي كل مرّة تقرر الابتعاد عن هذه الزاوية، يتراكم الخوف فوق بعضه بعضاً، ليحشرنا في زاوية أكثر ضيقاً. وإذا كان الخوف نتيجة خطر محدق أو عدو، عادة ما يكون الأخير بارعاً في تكريس مشاعر الخوف هذه. وتختلف أطباع البشر كما تختلف نسبة الخوف من شخص إلى آخر، حتى أنه يمكن القول إن شخصاً ما يخاف كثيراً، فيما آخر أكثر جرأة. وهذا جزء من طبيعة البشر، والتربية، والأحداث وغيرها. وكلّ منّا، إلى حدّ ما، يستطيع "تشخيص" أو تحديد صفات الآخر من خلال تصرفاته اليومية، ويجعله قادراً على التصرّف معه على هذا النحو.
بالتالي، يمكن استغلال أو الاستفادة من بعض الأحداث التي قد تدفع إلى الخوف، ليصبح جزءاً "مفاقماً" داخل الإنسان، من النوع الذي لا يرحم.
والخوف يغلب على الحياة، بل يجعل الحياة تحت رحمة سؤال: "ماذا لو؟"... لكن مثل مشاعر الحب التي يخفت وهجها أو يتغير شكلها مع الأيام، تخفت حدة الخوف أو يتغير شكله. وهذا طبيعي، من دون أن يكون قاعدة. وتحقّق أمر كهذا قد يبدو مربكاً للشخصية المعنية والمتلقين.
يقول العديد من الناشطين أو المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، إن أعداد النساء المعنفات أو جرائم قتل النساء لم تزدد بالضرورة، إنما باتت النساء أكثر جرأة للحديث عن الأمر، ما يعني تراجع الخوف. ولا يتعلق الأمر بقضايا النساء فحسب. لكن للنساء خاصية في بلادنا لأن المجتمع وبعض القوانين وضعاهن في خانة الأضعف.
في السويد، وهو البلد المثالي الذي كثيراً ما نلجأ إليه كمثال حين نتحدث عن الحقوق، لم يساوِ القانون بين المرأة والرجل فقط، بل أعطى بعض الامتيازات للنساء، فإذا تشاجر رجل وامرأة، ليست هي التي تغادر البيت بل الرجل. وهذا مثال بسيط. وعرضه لا يعني أنه الأكثر عدلاً بالضرورة، بقدر ما هو تأكيد على حماية المرأة من احتمالات قديمة ــ جديدة، بعيداً عن الاستثناءات.
على أيّ حال، فإن تحرّر الإنسان من الخوف لا يعني أنه رابح بالضرورة، بل ربّما تكون النتائج أكثر سوءاً. لكن يجب أن نبدأ الحياة، ليحيا من نحب، ونحيا معهم.