نفذ سودانيون، اليوم الأحد، عصياناً مدنياً في الخرطوم ضد الغلاء وإجراءات الحكومة الأخيرة التي أدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات والسلع والأدوية.
وعمدت بعض الشركات الخاصة إلى إعطاء موظفيها إجازة بينما غاب كثيرون عن العمل. وأحجمت بعض الأسر عن إرسال أبنائها إلى المدارس ورياض الأطفال، وعمدت بعض المدارس الخاصة إلى تعطيل الدارسة.
وأغلقت بعض المحال التجارية والصيدليات والمطاعم أبوابها، تضامناً مع العصيان المعلن وتخوفاً من انتقال العصيان إلى تحركات في الشارع.
ودعا ناشطون إلى عصيان مدني اليوم، ولثلاثة أيام، احتجاجاً على حالة الغلاء التي عمت البلاد عقب حزمة الإجراءات الاقتصادية، التي أقرتها الحكومة أخيراً برفع الدعم عن الأدوية وزيادة أسعار المحروقات.
وشهدت حركة الشارع السوداني في العاصمة الخرطوم هدوءاً نسبياً، إذ قلّت حدة الزحمة في الصباح على غير المعتاد، وقلت الاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية.
وتم تسجيل انتشار كثيف لأفراد الأمن، الذين يجوبون الطرقات على الدراجات النارية وفي السيارات.
وأبلغ عاملون بإحدى الشركات الهندسية "العربي الجديد " أن شركتهم أغلقت أبوابها اليوم، تضامنا مع حالة العصيان المعلن، على أمل أن تسهم الخطوة في تراجع الحكومة عن تحميل المواطن مسؤولية تدهور الاقتصاد وأن تعمد إلى تخفيض الإنفاق الحكومي لتوفير الإيرادات، بدلاً من أن تتكسب على حساب المواطن.
وأوضحت أستاذة في مدرسة أساسية بالخرطوم، تدعى فاطمة، أنه على الرغم من ذهابهم إلى المدرسة هم مضربون عن العمل، إذ لن يتم تقديم الحصص كما هو معتاد.
وأضافت أنه "حتى جرس الصباح اليوم لم يرن في المدرسة، لأن المسؤول عنه مشارك في الإضراب".
وأكدت أن هناك أولياء أمور أحضروا أبناءهم إلى المدرسة وآخرون أحجموا عن الخطوة.
وكانت قوى معارضة قد سارعت، السبت، إلى تأييد العصيان المدني، بينها حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، والحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
ووجهت كوادرها إلى المشاركة في العصيان الذي يهدف للتوقف عن العمل والاعتكاف داخل المنازل مع إيقاف التعامل مع أي مؤسسة حكومية.