أكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الأحد، في الجزائر، أن الوضع في ليبيا بات يشكل حالة من القلق لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بسبب ما وصفه بجرائم حرب ترتكب في ليبيا.
وقال بان كي مون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة: "الوضع في ليبيا بات مقلقاً للغاية، حيث تشير التقارير إلى ارتكاب أعمال خطيرة هناك يمكن أن تشكل جرائم حرب".
وشدد بان على سعي الأمم المتحدة إلى إنجاز حل يقوم على أساس الحل السياسي السلمي، وقال: "موقفي المبدئي يقوم على أساس أنه لا وجود لحل عسكري لأي أزمة مهما كانت. الحوار الشامل هو السبيل الأمثل لحل الأزمات، وأي حل عسكري من شأنه أن يزيد الأوضاع تأزماً".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن "الحل العسكري يكون ضرورياً في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لكن مهما كانت الأزمة فلا بد من محاولة إيجاد حلول سياسية لها، وما يجب القيام به لحل أية أزمة هو إجراء حوار شامل".
اقرأ أيضاً: جينتيلوني: لا نية لحرب خاطفة بليبيا والأولوية للعملية السياسية
ودعا المسؤول الأممي كافة الأطراف في ليبيا إلى "تجاوز وجهات نظرهم، والتركيز على المستقبل، مستقبل أفضل للجميع، وأن يتم تنصيب حكومة الوحدة الوطنية في أقرب وقت ممكن، وبصفة طارئة"، مشدداً على أن "الوقت قد حان للتصرف. هذه المهمة يضطلع بها مبعوثنا الخاص إلى ليبيا، مارتن كوبلر، ويتوجب على جميع الفاعلين الدوليين استخدام نفوذهم لتهدئة الأوضاع في ليبيا".
وتعطلت عملية تشكيل حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، بسبب رفض مجلس النواب في طبرق المصادقة على تشكيلة الحكومة، وطلب إجراء تعديلات إضافية على تركيبها وعدد الوزراء.
وحذر الأمين العالم للأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا، وقال: "إذا لم يتم إحراز تقدم على الصعيد السياسي، فإن الأزمة الإنسانية ستتفاقم، وسيتم المساس بالأمن أكثر، حيث ستتضاعف هجمات "داعش"، وسيحرز تقدماً على الأرض".
وسبق لوزير الصحة الليبي، رضا العوكلي، أن حذر، قبل يومين، من تفاقم الأزمة الإنسانية في ليبيا، بسبب نقص الأدوية، خاصة في المستشفيات.
وثمن بان ما وصفه بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر لحل الأزمة الليبية، بحيث التزمت، فعليا، بالعمل مع كافة الأطراف من أجل تسوية الوضع هناك، وكذلك دور الوساطة الذي لعبته في أزمة مالي، والذي كلل بالتوقيع على اتفاق سلام ومصالحة.
وقال المتحدث ذاته: "شكرت أيضا السيد لعمامرة على الالتزام الذي لا تزال الجزائر تظهره لصالح مالي، بصفتها الوسيط الرئيسي لمسار السلام. لقد اتفقنا على مواصلة العمل من أجل إتمام الوساطة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد وصل إلى الجزائر قادما من مخيمات اللاجئين الصحراويين، وقبلها موريتانيا.
اقرأ أيضاً: "شغب وعنف" يقطعان زيارة بان كي مون لمخيم بتندوف
من جهته، جدد لعمامرة رفض الجزائر لأي تدخل عسكري، واعتبره مدخلا لإحداث الفوضى في ليبيا، والتي تتقاسم 980 كيلومتراً من الحدود مع الجزائر.
وقال لعمامرة، في المؤتمر الصحافي ذاته: "رفضنا التدخل العسكري الأجنبي كموقف مبدئي للجزائر له ثوابته، لأن هذا النوع من التدخل سيؤدي إلى حالة فوضى ودمار يمكننا الاستغناء عنها"، مضيفا: "تحدثنا مطولا عن الوضع السائد في ليبيا، وبعد أن جددنا دعم الجزائر الثابت لبعثات الأمم المتحدة، أكدنا على أن الحل السياسي يعد الحل الوحيد الذي سيسمح لليبيا باستعادة سيادتها".
وأكد لعمامرة أنه قدم عرضا للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن تجربة الجزائر في تنفيذ سياسة المصالحة الوطنية لهزم الإرهاب، ليعقب بان: "لقد أثار ما علمته حول سياسة الرحمة إعجابي، والجزائر لم تترك الإرهابيين يفرقونها، بل توحدت في كنف التضامن"، وذكر أن زيارته الأولى كانت "مؤلمة جداً، لأنها أتت، في 2007، بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مكاتب الأمم المتحدة بالعاصمة الجزائرية".
اقرأ أيضاً: طرابلس تستعيد زمام المبادرة: معادلة "الحلول المشتركة" لإنقاذ ليبيا