بانتظار مسلسلات عن داعش في رمضان الآتي

08 يوليو 2014
+ الخط -

هو الشهر التاسع في التقويم الهجري: رمضان. شهر التوبة والمغفرة عند المسلمين، وشهر الصوم وامتناع المسلم عن الطعام من لحظة شروق الشمس إلى لحظة مغبيها. هو الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنّة وتُقبل توبة المسلم مهما كانت خطيئته. لكن: هل نعيش رمضان الذي أخبرونا عنه في الكتب وفي حصص التربية الدينية في المدرسة؟ أم أنّ رمضان بات شيئاً آخر في أيّامنا هذه؟
أصبح رمضان شهراً سياسياً، تتبارز بواسطته المذاهب الإسلامية في إعلان يوم بدايته ويوم نهايته. ولا تتّفق إلا في جانب التسويق السياسي الذي تعتمده الأقنية التلفزيونية المدعومة من نظام سياسي معيّن، أو من هذا الحزب أو ذاك.
فرمضان شهد عرض مسلسل "الغالبون" الذي يقصّ جانباً من تاريخ المقاومة الإسلامية في لبنان. مسلسل أُنتِجَ بعد حرب يوليو/تموز 2006 وبعد استفحال الخلاف السياسي بين حزب الله وقوى 14 مارس/آذار في لبنان. وهكذا استعمل حزب الله الشهر الفضيل لتسويق رؤيته عن تاريخ "المقاومة" في لبنان.
كما أنّ مسلسل "الولادة من الخاصرة"، الذي عُرِضَ بعد بداية الثورة السورية، في رمضان 2011، نقل بعضاً من أجواء الشارع السوري، فتحدّث عن الثوّار وعن النظام وعن الشعب المظلوم بين الطرفين. المسلسل الذي عَرّض كاتبه سامر رضوان للاختطاف على الحدود اللبنانية السورية بعد عرض جزئه الثالث العام الماضي.
يخطر على البال إذاً أنّ رمضان 2015 لا بدّ أن يشهد مسلسلاً على الأقلّ يتناول "داعش"، وقد يروي قصّة أبو بكر البغدادي وعصر "الخلافة الإسلامية" الجديد، بعدما أعلن البغدادي نفسه "أميراً على المؤمنين".
شهر رمضان إذاً غدا مناسبة لأطراف سياسيين كي يفتحوا "صندوق الفرجة" الخاصّ بهم ويصدروا أعمالاً يريدونها أن تكون شعبية. وهو أيضاً شهر "التفاخر" ليس فقط بانتصار حزبيّ، كما في "الغالبون" أو بنقل "أجواء الثورة" كما في "ولادة من الخاصرة"، بل أيضاً شهر يتيح للشباب أن يتفاخروا بالصوم والإيمان. 
فهنا صورة تنشرها فتاة على "إنستاغرام" لنفسها في "إفطار"، تكتب تحتها: "iftaring" أي أنّها تفطر! وأخرى تصوّر نفسها "سيلفي" إلى جانب طبق من القطايف بالقشطة، وتحمّلها من إنستاغرام على تويتر وفايسبوك كاتبة تحتها #رمضان #قطايف #authentic. والكلمة الأخيرة تعني "الأصلي" أو "الحقيقي" باللغة العربية. كما لو أنّ وجود القطايف بالقشطة عمل من صنع الخيال وقد حقّقته في هذا الشهر الفضيل.
هو شهر التوبة قد صار شهر تسويق السياسة والمواد الغذائية والمسلسلات، وشهر تسويق الشباب لأنفسهم ولإفطاراتهم وحلوياتهم، وشهر الإعلانات الكثيفة على التلفزيونات، وفي الشوارع...، وها نحن ننتظر من رمضان الآتي مسلسل "عصر داعش: الخلافة الإسلامية".
المساهمون