بالوتيلي موهبة دمّرتها العقلية

13 اغسطس 2015
بالوتيلي تنقل بين أربعة فرق كبيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

يغيب اللاعبون فترات عن الملاعب أو يرحلون عن ناديهم في حال لم يستطيعوا التأقلم، لكن قصة الإيطالي ماريو بالتوتيلي تبدو قريبة إلى الخيال، هذا المهاجم الذي لطالما كان متميّزاً وبرهن عن حس تهديفي لا نظير له أمام المرمى، هو اليوم يعيش أصعب أيام مسيرته الكروية في نادي ليفربول الإنجليزي.

مسيرة سوبر ماريو ربما لم تكتب خاتمتها، ولم تغلق آخر صفاحتها، فمسلسل التألق ربما يدق باب اللاعب الإيطالي من جديد، فكرة القدم لا تترك من يسعى خلفها، ولا عاشقها وحيداً. هذه الكلمات تلخّص حكاية ماريو مع الساحرة المستديرة، فهو الذي عرف بمزاجيته الغريبة وطبعه الصعب، بات اليوم يتمنى فقط مداعبة الكرة في مباراة رسمية، على أثر استبعاد براندين رودجرز له عن الريدز.

حقبة الانتر والخلاف:
وصل ماريو بالوتيلي إلى إنتر ميلان وحاول هناك الانطلاق بعد أن كان في نادٍ مغمور، في موسمه الأول تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، كانت مشاركاته قليلة، ولكنه أثبت أنه مهاجم من طينة الكبار عندما سجل 7 أهداف في 15 مباراة، في الوقت عينه بدت عليه علامات الغضب السريع وحدّة في الطبع. الحديث عنه طال في الموسم التالي مع وصول جوزيه مورينيو، قيل إن البرتغالي قادر على ترويض الولد المشاكس لكنه لم يفلح في ذلك، إلا أن سبيشيل وان كان يحاول الاعتماد عليه قدر المستطاع، لربما يعرف الطريق الصحيح ويتعلّم كيفية التروي في كرة القدم. لكن الرياح سارت بما لا تشتهي السفن، فكان سيناريو رحيل بالو عن الانتر بعد خوضه 86 لقاءً وتسجيله 28 هدفاً، بطريقة غير جيدة، حيث انتفض وأراد مغادرة النادي.

تجربة مع السيتي ولكن؟
هناك في السيتي كان الحديث يثار عن أن بالو قد ينضج ويتغيّر، لأنه سيتعلّم من أخطائه مع تقدمه قليلاً في العمر، وتبديل مكان وطبيعة عيشه وحياته، لكن رياحه بقيت عاتية، حيث كان مزاجياً للغاية يستفز من قبل الجميع في أرض الملعب، وقد تراه يذهب ليضرب أحد اللاعبين، ليتلقى بطاقة حمراء تكلّف فريقه خسارة النقاط واللقاء. مسيرة سوبر ماريو مع السيتي استمرت مدة 3 سنوات خاض خلالها 80 مباراة وسجل 30 هدفاً، وكان مانشيني يومها يشرف على تدريب السيتي، لكن مع انتهاء حقبته قرر بالو المغادرة والعودة إلى إيطاليا.

ميلان وفترة استقرار ملحوظة:
في النادي اللومباردي حطّ بالو رحاله، في ميلان عرف بالوتيلي أن النجاح مرهون بالمثابرة والتدرّب وحب القميص الذي تلعب من أجله. في ملعب السان سيرو تعلّم سوبر ماريو أن الكرة تُلعب لأجل الفريق، وليس لمجد لاعب واحد، وهناك في ظل تدهور حال الميلان، بعد انتكاسة مالية، وبيع معظم نجومه، كان المهاجم الإيطالي الأكثر إفادة للنادي، فحاول صناعة الفارق قدر المستطاع، رغم الإمكانيات الصعبة التي أحاطت به خلال عامين خاض خلالهما 54 مباراة وسجل عدداً جيداً من الأهداف وصلت إلى 30 في موسمين، وبدا أكثر استقراراً على المستوى الذهني، وأنه قادرُ على التركيز فعلاً في أرضية الملعب.

ليفربول والأيام السوداء:
الأنفيلد رودز حيث تنادي الجماهير لن تسير وحدك أبداً، شعارٌ تناقله مناصرو الريدز، لكنه لم يطبّق على بالوتيلي، الذي وصل إلى ليفربول من أجل تعويض النجم لويس سواريز الذي غادر إلى برشلونة بعد كأس العالم، وعقدت الآمال عليه، وقال كثر إنه سيُنسي مدرجات الريدز روائع مهاجم السيليستي، لكنه سقط في براثن الضياع، وبات فريسة سهلة. لم يقدر على التأقلم، ولازم دكة البدلاء لفترات طويلة، ودخل في نفق مظلم لم يخرج منه أبداً، حيث اقتصرت مشاركته على 28 لقاءً سجل خلالها 4 أهداف. وأتى الموسم الجديد وحلّت الكارثة حيث استبعد رودجرز ماريو عن قائمة الفريق، ولم يجد حتى الآن نادياً ينضم إليه.

ماريو والمستقبل:
بعد هذه المسيرة قد يظن البعض أن بالوتيلي بات في سن الثلاثين، لكن الحقيقة مغايرة كلياً، فاللاعب الإيطالي ما زال في سن الـ25، ولكنه برز باكراً بسبب تألقه في بداية مسيرته في الملاعب. ولكي يعود بالوتيلي إلى سابق عهده بل أفضل، يجب عليه المكافحة في سبيل هدفه، فزيادة التمارين والقتال قد تضعه على دكة البدلاء، وهناك عليه إثبات الذات، هذا إذ ما أراد استرجاع ذكريات المنتخب الوطني الإيطالي، وتلك اللحظات أمام المنتخب الألماني، حينما جعل نوير يتفرج على تسديداته الصاروخية.

اقرأ أيضاً: ساري.. ميستر 33 الذي قد يصبح ساكي الجديد

 

المساهمون