بالأرقام... مدارس الدول النامية تفتقر إلى الكهرباء والمياه والإنترنت

02 مارس 2019
أحد الصفوف المدرسية في ساحل العاج (دومينيك دو فيغيري/Getty)
+ الخط -
اعتبرت منظمة "يونيسكو" أن الظروف التي تواجه المعلمين والمديرين الذين يكافحون من أجل توفير نهج تربوي فعّال ومبدع لتلامذتهم، تمنعهم عن ذلك دون الحصول على الكهرباء ومياه الشرب والمراحيض والوصول إلى الإنترنت، التي تعتبر من أساسيات البيئة المؤاتية واللازمة لتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم الابتدائي.

وأوضح معهد "يونيسكو" للإحصاء في تقرير جديد، أن برنامج "توفير التعليم للجميع" وهو الهدف الرابع من خطة التنمية المستدامة، لا تزال ثغراته كبيرة للتلاميذ والمدرسين على السواء، مشيراً إلى أن الأطفال يكافحون من أجل الالتحاق بالمدرسة بسبب الفقر أو التمييز على أساس نوع الجنس أو الإعاقة، إضافة إلى الظروف المدرسية السيئة التي تقوض فرصهم في الحصول على تعليم جيد في بقع كثيرة حول العالم.

وبيّن التقرير المنشور أول من أمس الخميس، أن بياناته المحدثة ستعرض في المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعنيّ بالتنمية المستدامة في يوليو/ تموز 2019، لتوضيح ما إذا كانت الظروف المدرسية تساهم في تعليم الطفل أو تعوقه، إضافة إلى التأكد من أن الدول والمانحين ووكالات الأمم المتحدة ومجموعات المجتمع المدني والمواطنين، لديهم أحدث الحقائق لتوجيه السياسات والموارد بشكل أفضل للوصول إلى كل طفل.


تفاوت خطير بين المدارس

وكشفت البيانات الجديدة، التي أدرجها التقرير عن تفاوتات خطيرة في ظروف المدارس الابتدائية، والتي بدورها تلقي المزيد من الضوء على أزمة التعليم العالمية. ولفتت إلى الهوة بين ظروف المدرسة في أغنى وأفقر دول العالم.

وأشار التقرير إلى أن الكهرباء واحدة من أهم الأساسيات لأي مدرسة، ذاكراً أن 69 في المائة من المدارس الابتدائية في جميع أنحاء العالم لديها كهرباء، وتنخفض النسبة إلى ​​نحو 34 بالمائة بين البلدان الأقل نموّاً. أما على المستوى الإقليمي، وتحديداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن نحو 35 في المائة من المدارس تتوفر لديها الكهرباء، وتسجل أقل النسب في العالم في مدارس النيجر البالغة 5 في المائة، وفي سيراليون لا تزيد عن 4 في المائة.


وعن نسبة الوصول إلى الإنترنت في المدارس الابتدائية، أوضح التقرير أن ما يزيد قليلاً عن 46 في المائة من المدارس في جميع أنحاء العالم تصله خدمة الإنترنت، لكنها تنخفض إلى نحو 16 في المائة في البلدان الأقل نمواً، ما يدلّ على تناقض صارخ مع المعدل في أميركا الشمالية حيث تصل النسبة إلى نحو 99 في المائة. وكشف أن النسب المئوية لوصول الإنترنت إلى المدارس تبلغ الحضيض في ميانمار (0.2 في المائة) وسيراليون (0.3 في المائة). ولفت إلى أن تفاوتاً واضحاً بين دول مجاورة، وأدرج مثالاً على ذلك بين قرغيزستان والنسبة فيها 42 في المائة، وأوزبكستان والنسبة فيها تزيد عن 90 في المائة.



فجوة رقمية آخذة بالاتساع

واعتبر التقرير أنه من غير المستغرب، في ضوء نقص الكهرباء والوصول إلى الإنترنت، أن تكون النسب الخاصة بالحصول على أجهزة الكمبيوتر لأغراض تعليمية، في المدارس الابتدائية منخفضة أيضاً. وأشار إلى أن المتوسط ​​العالمي يبلغ نحو 48 في المائة، ويهبط إلى ما يزيد عن 23 في المائة بالنسبة لأقل البلدان نمواً، مقارنة بالمتوسطات في أميركا الشمالية وأوروبا التي تفوق 98 في المائة.

وبيّن أن المدارس في ميانمار لا يتاح الكومبيوتر سوى في القليل جداً منها، بل تصل نسبة وجود أجهزة الكمبيوتر بالمدارس الابتدائية إلى نحو 1 في المائة، كما تواجه النيجر تحديات خطيرة في هذا الجانب وإن النسبة أكثر قليلاً من 2 في المائة.


وأكد أن واقع الوصول إلى الإنترنت وإلى أجهزة الكمبيوتر في المدارس، يؤشر إلى وجود فجوة رقمية عالمية آخذة في الاتساع، مع فقدان مجموعات كاملة من الأطفال أدوات ليست حيوية فحسب، بل ينظر إليها أيضاً على أنها شائعة في أماكن أخرى.

تكيّف المدارس مع ذوي الإعاقة

أظهرت بيانات معهد "يونيسكو" للإحصاء، أن إمكانيات المدارس الابتدائية في التكيف مع الأطفال ذوي الإعاقة محدودة. كما تتفاوت المعدلات تفاوتاً كبيراً بين 40 بلداً مع البيانات المتاحة. وأوضح أن أقل من 5 في المائة من المدارس الابتدائية مجهزة بمرافق ملائمة للأطفال ذوي الإعاقة في بعض البلدان، بما في ذلك بوركينا فاسو وجزر كوك ودومينيكا وليبيريا وسيراليون وزامبيا. وتتراوح المعدلات بين 17 في المائة و30 في المائة في السلفادور، ولاتفيا، وجزر مارشال، والمغرب، والبيرو، ورواندا، في حين أن البلدان ذات السياسات القوية المطبقة مثل فنلندا تسجل معدلات 100 في المائة.


مياه نظيفة وصرف صحّي

وذكر التقرير أن المتوسط العالمي لعدد المدارس الابتدائية، التي يحصل فيها الطلاب على مياه شرب نظيفة يصل إلى 79 في المائة، وإن كانت المعدلات تسجل نسبة 100 في المائة في الدول المتقدمة، فإنها تنخفض إلى 59 في المائة في البلدان الأقل نمواً، أما لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء فلا تزيد النسبة عن 44 في المائة، تبعاً لإحصائيات 2016.

واعتبر التقرير أن مرافق الصرف الصحّي المفصولة لكل جنس على حدة، تؤدي دوراً حيوياً في خلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة، وخصوصاً للفتيات. ولفت إلى أن المتوسط ​​العالمي للمدارس الابتدائية التي تحتوي على مراحيض مفصولة يبلغ نحو 82 في المائة، وينخفض ​​إلى 57  في المائة بالنسبة لأقل البلدان نموّاً.



وأوضح أن تحسينات جرت بهذا الخصوص في عدد من البلدان النامية، مثل أذربيجان، وكابو فيردي، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والهند، وجامايكا، وماليزيا، وموريشيوس، والمغرب، وموزامبيق، ورواندا، وساموا، وسريلانكا، وأن 80 في المائة أو أكثر من المدارس مجهزة بمراحيض من جنس واحد. وأبدى مخاوف في أماكن أخرى مثل إريتريا (27 في المائة) والسنغال (9 في المائة).

وعن مرافق غسل اليدين، التي تعتبر ضرورية لصحة الطلاب والمعلمين على حد سواء، أشار إلى تباين هائل على مستوى العالم، إذ إن 66 في المائة من المدارس الابتدائية لديها مرافق لغسل الأيدي، لكن المتوسط ​​في أقل البلدان نمواً لا يزيد عن 43 في المائة، أما المعدلات المنخفضة جداً فسجلت في أفغانستان (4 في المائة) وإريتريا (3 في المائة).
المساهمون