قتل تسعة من جنود الحرس الحدودي الباكستاني وأصيب ستة آخرون بجراح، ليل الخميس ـ الجمعة، في هجوم لمسلحين على ثكنة عسكرية في منطقة "غوندي"، في مقاطعة خيبر القبلية الواقعة على الحدود الأفغانية مع الباكستان. يأتي هذا، فيما يواصل الجيش القبلي، المعروف محلياً بـ"لشكر" والموالي للجيش الباكستاني، لليوم الثاني، حملته العسكرية ضد مسلحي طالبان في مقاطعة باجور القبلية.
وقالت مصادر عسكرية إن "عشرات المسلحين هاجموا الثكنة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أدت إلى مقتل تسعة من عناصر قوات الحرس الحدودي وإصابة ستة آخرين بجراح". وفي حين تدّعي المصادر الأمنية قتل وإصابة عدد من المهاجمين، يؤكد إعلامي محلي في مقاطعة خيبر القبلية، ويدعى محمد فضل قاضي، عبر اتصال هاتفي بـ"العربي الجديد"، أن المسلحين جميعاً تمكنوا من الفرار بعد تنفيذ العملية. وأوضح أنهم كانوا يستخدمون أسلحة ثقيلة وقنابل يدوية، ما أدى إلى تدمير الثكنة وإحراق السيارات العسكرية التي كانت بداخلها.
وحتى اللحظة لم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن الهجوم، غير أن مصادر عسكرية اتهمت فصيل عمر خراساني، أحد فصائل حركة "طالبان ـ باكستان"، بالوقوف وراء الهجوم، مشيرة إلى نقل تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة لبدء حملة بحث وتفتيش أو عملية عسكرية معاكسة ضد المسلحين في المنطقة.
جاء الهجوم بعد انفجارين استهدفا حافلة ركاب في مديرية هنكو، في إقليم خيبر بختونخوا، إلى الشمال الغربي من باكستان. وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجراح، كانوا على متن الحافلة. وقد نجم الانفجاران عن عبوتين ناسفتين مزروعتين إلى جانب الطريق، جرى تفجيرهما عبر آلة تحكّم عن بُعد.
في غضون ذلك، يستمر الجيش القبلي، المعروف محلياً بـ"لشكر" والموالي للجيش الباكستاني، في حملته العسكرية ضد مسلحي"طالبان" في مقاطعة باجور القبلية، لليوم الثاني على التوالي، إذ قام الجيش بتدمير ستة من مواقع مسلحي "طالبان" في مديرية ماموند المحاذية للحدود الأفغانية. وتوعّد الجيش القبلي بمواصلة حملته ضد "طالبان". ويرافق الجيش الباكستاني المعزز بالمروحيات والدبابات، الجيش القبلي خلال العملية العسكرية.
من جهة أخرى، أعلنت قوات الأمن الباكستانية عن مقتل قيادي في"طالبان" في مدينة كراتشي، جنوب البلاد. وأكدت مصادر في القوات الخاصة التي تجري حالياً عملية عسكرية محدودة النطاق في كراتشي ضد "طالبان" والجماعات المسلحة، أن القيادي في "طالبان"، بلال خان، قُتل في عملية نوعية في منطقة مشرف كالوني، وسط مدينة كراتشي، أمس الأربعاء.
وبحسب مصادر أمنية، فإن بلال خان كان قيادياً بارزاً في "طالبان" وهو أحد المقربين إلى زعيم الحركة، المولوي فضل الله. كما تشير المصادر ذاتها إلى أن خان كان مدبر الهجوم على قاعدة "كامرة الجوية" في أغسطس/ آب عام 2012. وكان الهجوم قد أسفرعن إلحاق أضرار بالغة بالقاعدة.