باكستان: المعارضة تحشد للإطاحة برئيس الوزراء

11 اغسطس 2014
دعا خان أنصاره إلى المشاركة الكثيفة (الأناضول/Getty)
+ الخط -
أعلن العالِم الصوفي وزعيم "حركة منهاج القرآن" و"الحركة الشعبية"، طاهر القادري، الأحد، عن تنظيم مسيرة "ثورية" كبرى نحو العاصمة إسلام آباد، في 14 أغسطس/ آب الحالي، للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء، نواز شريف. فيما طالبته حركة "الإنصاف"، بزعامة عمران خان شريف، بـ"الاستقالة"، وتعهّدت بمواصلة الاحتجاج ضد الحكومة، حتى القضاء عليها. لكن وزير الإعلام الباكستاني، برويز رشيد، اعتبر الاحتجاجات الحالية محاولة لتقسيم البلاد والقضاء على الحكومة الديمقراطية.

وعُقد، أمس، اجتماع حاشد في مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب، لمناسبة يوم "العزاء" للذين قُتلوا من أنصار القادري، في شهر يونيو/ حزيران الماضي. وبرغم إغلاق الطرقات الرئيسية بين مدينة لاهور والمدن الباكستانية الأخرى، فقد شارك الآلاف من أنصار القادري، وأتباع الأحزاب المؤيدة له.

وشدّد القادري على تضامنه مع انطلاق الحركة الاحتجاجية التي أعلنها خان في اليوم نفسه، فطالب أنصاره، المجتمعين في مدينة لاهور، بالبقاء في المدينة إلى "يوم الثورة، وعدم الانصراف".

وكانت حركة "الإنصاف" قد طالبت، خلال اجتماع لمجلس الشورى فيها، رئيس الوزراء بـ"تقديم استقالته"، وقررت تنظيم مسيرة كبرى نحو العاصمة إسلام آباد، لـ"الإطاحة" بحكومة شريف.

وأكد نائب الحركة، جاويد هاشمي، أنهم "لن يرضوا بأقل من الإطاحة بحكومة شريف". وشدد على أن "الحركة لن تقبل الدكتاتورية في البلاد، لكنها ستعمل للقضاء على الحكومة"، التي وصفها بالحكومة غير القادرة على حل مشاكل الشعب الباكستاني، وحذر الحكومة من "نتائج وخيمة لأي حملة أمنية، لاعتقال قيادات الحركة".

في سياق متصل، أعلنت أحزاب سياسية وحركات دينية أخرى، عن تضامنها مع احتجاج  القادري وخان، المقرر يوم الخميس المقبل. وأبرز هذه الأحزاب: "الرابطة"، جناح قائد أعظم، وحزب "الرابطة" لعامة المواطنين، ومجلس وحدة المسلمين، والحركة السنية.

وأعلن قادة ومندوبو الأحزاب، المشاركة الكاملة في الحراك الاحتجاجي ضد حكومة شريف. وحذر زعيم حزب الرابطة لعامة المواطنين، شيخ رشيد، من أنه "أمامنا فرصة أخيرة للقضاء على الحكومة، التي فشلت في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

وانضم الرئيس الباكستاني السابق، الجنرال المتقاعد برويز مشرف، الذي يواجه حالياً محاكمة بتهمة "الخيانة العظمى بالدستور"، الى الحملة وخرج عن صمته الذي دام أكثر من ثلاثة أشهر، وأكد أن "الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية السيئة في البلاد، تستدعي إقالة الحكومة الحالية بشكل فوري". وشدد على أنه "لن يخرج من البلاد، وسيساهم في السياسة بشكل فعال بعد مواجهة الملفات القضائية".

في المقابل، وصف وزير الإعلام في الحكومة الفيدرالية، برويز رشيد، "الحراك الاحتجاجي ضد الحكومة"، بأنه "محاولة لتقسيم البلاد، وإسقاط النظام الديمقراطي". واتهم القادري بحمل "أجندة أجنبية، تدفع البلاد نحو الهاوية، لكن الحكومة على أهبة كاملة للتصدي له".

من جهته، أشار الأمين العام لحزب الرابطة الإسلامية الحاكم، راجه ظفر الحق، إلى أن ما وصفه بـ"مسرحية عمران خان وطاهر القادري"، تهدف إلى "تمهيد طريق الرئيس الباكستاني السابق، الجنرال برويز مشرف، الذي يواجه عدداً من الملفات القضائية، من أبرزها تهمة الخيانة العظمى بالدستور".

وتزامنت تصريحات رشيد وظفر الله، مع تحذيرات أطلقتها وزارة الداخلية الباكستانية من "قيام  جماعات مسلحة بالتخطيط لاستهداف مسيرات 14 أغسطس".

وأكدت الداخلية أن "قوات الأمن الباكستانية اعتقلت اليوم 15 مسلحاً في العاصمة و6 مسلحين في كل من مدينة روالبندي، المجاورة للعاصمة، ومدينة ديره إسماعيل خان، واستولت على كمية من الأسلحة والمتفجرات كانت في قبضة المعتقلين". كما أوضحت أن "المعتقلين كشفوا أن جماعات مسلحة تخطط لاستهداف المسيرات الاحتجاجية التي يقودها خان والقادري الخميس المقبل".

إلى ذلك، واصلت قوات الأمن الباكستانية إغلاق مداخل العاصمة، لمنع المسيرات المتوقعة من دخولها.

المساهمون