طالبت القبائل الباكستانية، خلال اجتماع عقد اليوم السبت، في العاصمة إسلام اباد، وشارك فيه عشرات من شيوخ سبع مقاطعات قبلية، الحكومة الباكستانية والجيش بإنهاء العمليات العكسرية في المناطق القبلية، وعودة النازحين إلى ديارهم خصوصاً إلى المناطق التي أعلن الجيش استعادتها من قبضة مسلحي "طالبان". وذلك في وقت يدّعي فيه الجيش الباكستاني سيطرته على نحو 90 في المئة من مقاطعة شمال وزيرستان القبلية من أيدي الجماعات المسلحة.
وشارك في الاجتماع كذلك أعضاء البرلمان المنتمون إلى القبائل، والقيادات السياسية والدينية كزعيم جمعية علماء المسلمين المولوي فضل الرحمن، ووزير الداخلية السابق أفتاب شيرباؤ، وزعيم حزب عوامي القومي البشتوني أسفنديار ولي. ودعا المشاركون في الاجتماع إلى إنهاء العمليات العسكرية بشكل فوري، وعودة النازحين من المناطق القبلية، خصوصاً سكان المناطق التي أعلن الجيش استعادتها من قبضة "طالبان".
كذلك طالبت القبائل السلطات الباكستانية بالوفاء بالوعود التي حملتها على عاتقها إزاء النازحين داخلياً من المناطق القبلية، من توفير الاحتياجات الأولية والإيواء، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للنازحين، مع تطوير قطاعي التعليم والاقتصاد في المناطق القبلية.
وكانت القبائل الباكستانية قد هددت بتنظيم اعتصامات واحتجاجات في العاصمة إسلام اباد ومدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبربختونخوا المحاذي للمناطق القبلية، إذا لم تلبّ الحكومة مطالبها والتي في مقدمتها عودة النازحين إلى مناطقهم وإطلاق سراح القبليين الذين اعتقلوا من مخيمات النازحين بحجة انتمائهم للجماعات المسلحة، مع وقف الاعتقالات في صفوف النازحين.
ولكن بعد تدخل الأحزاب السياسية والدينية تراجعت القبائل عن قرار الاحتجاجات وااإعتصامات وعقدت اجتماعاً قبلياً يسمى محلياً بـ"جركه" للحصول على حقوق القبائل، لا سيما النازحون منهم بسبب الحروب.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الباكستاني استعادة نحو 90 في المئة من مناطق مقاطعة شمال وزيرستان القبلية، بعد أن قتل 1200 مسلح ودمّر معاقلهم الرئيسية في المنطقة، لكنه يرفض في الوقت نفسه أن يحدد موعداً لعودة النازحين، خصوصاً أن هناك مناطق نائية جبلية ما تزال في قبضة المسلحين.
كذلك امتدت عمليات الجيش إلى مقاطعة خيبر القبلية، إذ يقوم بعملية "خيبر واحد" ضد "طالبان" والجماعات المسلحة، ولكن يخشى المراقبون من توجه المسلحين إلى مقاطعات قبلية أخرى كمقاطعة كرم وأوركزاي المجاورتين لخيبر، ما قد يستدعي توجه الجيش نحوها.
وفي ظل هذه الظروف يصعب على الحكومة الباكستانية والجيش أن يلبّيا مطلب القبائل بإنهاء العمليات العسكرية أو عودتها إلى مناطقها، خصوصاً تلك التي لا تزال تعاني من وجود المسلحين.